امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 487
نمايش فراداده

2- ما هو المقصود من جملة لَوْ هَدانَااللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ‏؟

يعتقد كثير من المفسّرين انّ المقصودالهداية عن طريق النجاة من العقاب الالهيفي ذلك العالم، لانّ هذا الحديث قالهالمستكبرون لاتباعهم حينما طلبوا منهم انيغنوا عنهم قسما من العذاب، فالسؤال والجواب متناسبان و يوحيان انّ المقصود هوهدايتهم للنجاة من العذاب.

و قد استخدم القرآن هذه الكلمة «الهداية»بخصوص الوصول الى نعم الجنّة، كما يقولاهل الجنّة: وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِالَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّالِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَااللَّهُ. «1»

و هناك احتمال انّ «قادة الضلالة» حينمايرون أنفسهم امام طلب اتباعهم، و لكييتنصّلوا من الذنب و يلقوا باللائمة علىالغير، كما هي طريقة كلّ المستكبرين-يقولون بكلّ وقاحة: ماذا نعمل؟ فلو كاناللّه قد هدانا الى الطريق الصحيحلهديناكم اليه! و معناه انّنا مجبورون علىذلك و ليست لنا ارادة حرّة.

و هذا هو منطق الشيطان بعينه، او ليس هوالقائل فَبِما أَغْوَيْتَنِيلَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَالْمُسْتَقِيمَ؟ و لكن يجب ان يعلمالمستكبرون انّهم يتحمّلون مسئولية ذنوباتباعهم شاؤوا ام أبوا، طبقا لصريح القرآنو الرّوايات، لانّهم المؤسّسون للانحرافو الضلال دون ان ينقص اي شي‏ء من عذاباتباعهم.

3- أوضح بيان في ذمّ التقليد الأعمى‏

يتّضح لنا من الآية أعلاه ما يلي:

اوّلا: الأشخاص الذين يضعون زمام أمورهمبيد الآخرين هم ضعفاء الشخصيّة، و قد عبّرعنهم القرآن الكريم بـ الضُّعَفاءُ.

ثانيا: انّ مصيرهم و مصير قادتهم واحد، وهؤلاء البؤساء لا يستطيعون حتّى في احلكالظروف ان يستفيدوا من حماية قادتهمالمضلّين، او ان يخفّفوا عنهم‏

(1) الأعراف، 43.