الى ارض مكّة بعد ان أخذت طابع المدينة،فإنّها لا زالت غير صالحة للزراعة، لانّهامن الناحية الجغرافية تقع بين جبال يابسةو قليلة المياه.
من الطريف انّ اوّل ما سأل ابراهيم منربّه في هذه الأرض هو الامان، و هذا يوضّحانّ نعمة الأمن هي من الشروط الاولى لحياةالإنسان و سكنه في منطقة ما، فالمكان غيرالآمن لا يمكن السكن فيه، حتّى لو اجتمعتكلّ النعم الدنيويّة فيه، و في الحقيقة ايمدينة او بلد فاقد لنعمة الأمن سوف يفقدجميع النعم! و لا بدّ هنا من الالتفات الىهذه النقطة، و هي انّ استجابة اللّه لدعاءابراهيم بخصوص امن مكّة له جهتان: فمن جهةمنحها امنا تكوينيّا، و لذلك لم تشهد فيتاريخها الّا النزر القليل من إخلالالأمن، و من جهة ثانية منحها الأمنالتشريعي، اي انّ اللّه اقرّ ان يأمن جميعالناس- و حتّى الحيوانات- في هذه الأرض. ومنع صيد الحيوانات، و عدم متابعة المجرمينالذين يلجأون الى حرم الكعبة، و نستطيع-فقط- ان نمنع عليهم الغذاء لكي يخرجوا، ومن ثمّ تطبيق العدالة في حقّهم.
ممّا لا شكّ فيه انّ ابراهيم عليه السّلامكان نبيّا معصوما، و كذلك ابناه إسماعيل وإسحاق كانا نبيّين معصومين، لانّهماداخلان في كلمة «بنيّ» في الآية قطعا، و معذلك يدعو اللّه ان يجنّبهم عبادة الأصنام!و هذا دليل في التأكيد على محاربة عبادةالأصنام بحيث كان يطلب هذا الأمر من اللّهحتّى للأنبياء المعصومون و محطّموالأصنام، و هذا نظير اهتمام النّبي فيوصاياه لعلي- او الائمّة الآخرين بالنسبةلاوصيائهم- في امر الصلاة، و التي