امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 518
نمايش فراداده

و يوضّح هذا الحديث صيرورة الفرد من اهلالبيت معنويا ان سار على خطّهم و تابعمنهجهم.

و عن الامام علي عليه السّلام قال: «نحن آلابراهيم، أ فترغبون عن ملّة ابراهيم! و قدقال اللّه تعالى: فَمَنْ تَبِعَنِيفَإِنَّهُ مِنِّي.

5- واد غير ذي زرع و الحرم الآمن‏

الذين سافروا الى مكّة يعلمون جيدا انّهاتقع بين جبال صخرية يابسة لا ماء فيها و لاكلا، و كأنّ الصخور وضعت في افران حارّةثمّ صبّت في أماكنها. و في نفس الوقت فهياكبر مركز للعبادة و اقدم قاعدة للتوحيدعلى وجه المعمورة، و كذلك هي حرم اللّهالآمن.

و هنا قد يرد هذا السؤال في أذهانالكثيرين و هو: لماذا جعل اللّه هذا المركزالمهمّ في مثل هذه الأرض؟

يجيب الامام علي عليه السّلام على هذاالسؤال من خلال أوضح العبارات و أجملالتعابير الفلسفيّة خطبته القاصعة حيث‏

يقول: «وضعه بأوعر بقاع الأرض صخرا و اقلّنتائق الدنيا مدرا ... بين جبال خشنة و رمالدمثة ... و لو أراد سبحانه ان يضع بيتهالحرام و مشاعره العظام بين جنّات و انهارو سهل و قرار، جمّ الأشجار، داني الثمار،ملتفّ البنا، متّصل القوى، بين برّة سمراءو روضة خضراء، و أرياف محدقة، و عراص مغدقةو رياض ناظرة و طرق عامرة، لكان قد صغر قدرالجزاء على حسب ضعف البلاء، و لو كانالأساس المحمول عليها و الأحجار المرفوعبها بين زمردة خضراء، و ياقوتة حمراء، ونور و ضياء، لخفّف ذلك مصارعة الشكّ فيالصدور، و لوضع مجاهدة إبليس عن القلوب، ولنفى معتلج الريب من الناس، و لكنّ اللّهيختبر عباده بأنواع الشدائد، و يتعبّدهمبأنواع المجاهد، و يبتليهم بضروبالمكاره، إخراجا للتكبّر من قلوبهم، وإسكانا للتذلّل في نفوسهم و ليجعل‏