امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 86
نمايش فراداده

غموض الاجابة دعا بعض المفسّرين لانيتوسع في معنى طَرَفَيِ النَّهارِ ليشملصلاة الصبح و الظهر و العصر و المغرب ايضا.و بالتعبير بـ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِالذي يشير الى صلاة العشاء تكون جميعالصلوات الخمس قد دخلت في الآية! و الإنصافان تعبير طَرَفَيِ النَّهارِ لا يتحمل مثلهذا التّفسير، مع ملاحظة انّ المسلمين فيالصدر الاوّل من الإسلام كانوا مقيدينبأداء صلاة الظهر في اوّل الوقت و أداءصلاة العصر في حدود نصف الوقت، اي بين وقتالظهر و وقت المغرب.

الشي‏ء الوحيد الذي يمكن ان يقال هنا: انّآيات القرآن قد تذكر جميع الصلوات الخمسأحيانا كما في سورة الاسراء: أَقِمِالصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى‏غَسَقِ اللَّيْلِ وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ«1».

و قد تذكر ثلاث صلوات- كالآية محل البحث- وقد تذكر صلاة واحدة كما في سورة البقرةحافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِالْوُسْطى‏ وَ قُومُوا لِلَّهِقانِتِينَ «2».

فعلى هذا لا يستلزم ذكر جميع الصلواتالخمس في كل مورد، و قد توجب المناسباتالاشارة الى صلاة الظهر «الصَّلاةِالْوُسْطى‏» لاهميتها او تشير الى صلاةالصبح او المغرب و العشاء و ذلك لاحتمال انتقع في دائرة النسيان للتعب او النوم.

و لاهمية الصلوات اليوميّة- خاصّة- و جميعالعبادات و الطاعات و الحسنات- عموما- فإنّالقرآن يشير بهذا التعبير إِنَّالْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِذلِكَ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرِينَ.

و الآية آنفة الذكر كسائر آيات القرآنتبيّن تأثير الأعمال الصالحة في محو

(1) الآية، 78.

(2) الآية، 238.