امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 92
نمايش فراداده

الآيتان [سورة هود (11): الآيات 116 الى 117]

فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْقَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍيَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِإِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنامِنْهُمْ وَ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواما أُتْرِفُوا فِيهِ وَ كانُوامُجْرِمِينَ (116) وَ ما كانَ رَبُّكَلِيُهْلِكَ الْقُرى‏ بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ (117)

التّفسير

عامل الانحراف و الفساد في المجتمعات

من اجل إكمال البحوث السابقة ذكر في هاتينالآيتين اصل اساسي اجتماعي يضمن نجاةالمجتمعات من الفساد، و هو انّه ما دامهناك في كل مجتمع طائفة من العلماءالمسؤولين و الملتزمين الذين يحاربون كلاشكال الفساد و الانحراف، و يأخذون علىعاتقهم قيادة المجتمع فكريا و ثقافيا ودينيا، فإنّ هذا المجتمع سيكون مصونا منالزيغ و الانحراف.

لكن متى ما سكت عن الحق اهله و حماته، وبقي المجتمع دون مدافع امام عوامل الفساد،فإنّ انتشار الفساد و من ورائه الهلاك امرحتمي.

الآية الاولى اشارت الى القرون و الأممالمتقدمة الذين ابتلوا بأشد انواع‏