امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 165
نمايش فراداده

2- هل أنّ السائل هو الرّسول نفسه؟

ظاهر الآيات أعلاه يدل على أنّ الرّسولصلّى الله عليه وآله وسلّم كان قد أمربسؤال بني إسرائيل حول الآيات التسع التينزلت على موسى، و كيف أنّ فرعون و قومهصدّوا عن حقانية موسى عليه السّلام بمختلفالذرائع رغم الآيات.

و لكن بما أنّ لدى رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم من العلم و العقل بحيثأنّه لا يحتاج إلى السؤال، لذا فإنّ بعضالمفسّرين ذهب الى أن المأمور بالسؤال همالمخاطبون الآخرون.

و لكن يمكن أن يقال: إنّ سؤال الرّسول صلّىالله عليه وآله وسلّم يكن لنفسه، بلللمشركين، لذلك فما المانع من أن يكون شخصالرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم هوالذي يسأل حتى يعلم المشركون أنّه عند مالم يوافق على اقتراحاتهم، فذلك لأنّهااقتراحات باطلة قائمة على التعصّب والعناد، كما قرأنا في قصّة موسى و فرعون ونظير ذلك.

3- ما المراد بـ (الأرض) المذكورة فيالآيات؟

قرأنا في الآيات أعلاه أنّ اللّه أمر بنيإسرائيل بعد أن انتصروا على فرعون و جنودهأن يسكنوا الأرض، فهل الغرض من الأرض هيمصر (نفس الكلمة وردت في الآية السابقة والتي بيّنت أنّ فرعون أراد أن يخرجهم منتلك الأرض.

و بنفس المعنى أشارت آيات أخرى إلى أنّبني إسرائيل ورثوا فرعون و قومه) أو أنّهاإشارة إلى الأرض المقدّسة فلسطين، لأنّبني إسرائيل بعد هذه الحادثة اتجهوا نحوأرض فلسطين و أمروا أن يدخلوها.

بالنسبة لنا فإنّنا لا نستبعد أيّا منالاحتمالين، لأنّ بني إسرائيل- بشهادةالآيات القرآنية- ورثوا أراضي فرعون وقومه، و امتلكوا أرض فلسطين أيضا.