فقلت: اللّه أكبر من كل شيء.
فقال: «و كان ثمّ شيء فيكون أكبر منه».
فقلت: فما هو؟
قال عليه السّلام: «أكبر من أن يوصف» «1».
قد يطرح هنا هذا السؤال: كيف يكون حمدالخالق في الآية أعلاه في قبال الصفاتالسلبية، في حين أنّنا نعلم بأنّ (الحمد)هو في قبال الصفات الثبوتية كالعلم والقدرة، أمّا صفات مثل نفي الولد و الشريكو الولي فهي تتلاءم مع التسبيح فكيف معالحمد؟
في الجواب على هذا السؤال نقول: بالرغم منأنّ طبيعة الصفات السلبية و الثبوتيةتختلف بضعها عن بعض و إنّ إحداهما تتلاءممع التسبيح و الأخرى تتلاءم مع الحمد،إلّا أنّه في الوجود الخارجي (العيني) يكونالاثنان لازمين و ملزومين، فنفي الجهل عنالخالق يكون ملازما لإثبات العلم له، كماأنّ إثبات العلم لذاته جلّ و علا ملازملنفي الجهل.
و على هذا الأساس فلا مانع تارة من ذكراللازم و أخرى من ذكر الملزوم.
كما ذكر التسبيح في بداية هذه السورة لأمرفي قوله: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرىبِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِالْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى.
دعاء الختام: إلهي املأ قلوبنا بنور العلمحتى نخضع لعظمتك، و نؤمن بما وعدت، و نلتزمما أمرت، لا نعبد غيرك، و لا نتوكل إلّاعليك.
إلهنا، وفقنا في حياتنا اليومية في أن لانخرج عن حدّ الاعتدال، و أن نبتعد عن كلإفراط و تفريط.
1- المصدر السّابق.