امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 3
نمايش فراداده

و الفطري أو التهديد و الترغيب، لذا فإنّكلمة «صرّفنا» تناسب هذا التنوّع في هذاالمقام.

القرآن الكريم يريد أن يقول: إنّنا سلكنامختلف الطرق، و فتحنا مختلف الأبواب منأجل أن ننير قلوب هؤلاء العميان بضياءالتوحيد، و لكن مجموعة من هؤلاء وصل بهمالتعصب و العناد و اللجاجة إلى درجة أنّ كلهذه الوسائل لم تؤثر في جذبهم إلىالحقيقة، بل إنّها زادت في ابتعادهم ونفورهم.

و هنا قد يطرح هذا السؤال: إذا ما الفائدةمن ذكر كلّ ذلك، إذا كانت النتائج.

معكوسة؟

إنّ جواب هذا السؤال واضح، إذ أنّ القرآنلم ينزل لفرد أو لمجموعة خاصّة، و لكنّهللمجتمع كافّة، و طبيعي أن جميع الناسليسوا على منوال المعاندين، إذ هناكالكثير ممن يتبع طريق الحق إذا استبانت لهأدلته من هذا النوع من الأدلّة القرآنية،بالرغم من أنّها تؤدي بمجموعة أخرى منفاقدي بصيرة القلب إلى المزيد من العناد.

إضافة إلى أنّ وجود هؤلاء المعاندين مفيدللمجموعة الأخرى التي تقبل الحق و تنصاعإليه، إذ يستبيّن من ينصاع للحق طريقة منخلال النظر إلى سلوك المعاندين إذ أنّتقابل الظّلمة و النّور يوضح قيمة النورأكثر (الأشياء تعرف بأضدادها) كما أن تعلمالأخلاق و الآداب يمكن أن يتمّ- أحيانا-بتوسط عديمي الأدب و الخلق.

و هذا في الواقع درس مفيد في القضاياالتربوية و التبليغية، إذ يمكن أن نستفيدمن هذه الآية ضرورة سلوك طرق مختلفة ووسائل متعدّدة لتحقيق الأهداف التربويةالمنشودة، حيث أنّ الاقتصار على طريق واحديخالف التنوع الكبير في أذواق الناس ومؤهلاتهم، و بالتالي يجافي الطريق الصحيحالذي ينبغي أن يتّبع.