امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 202
نمايش فراداده

مرضاتك و سعادتك، الطريق الذي فيه الخير والسعادة و إطاعة أوامر اللّه تعالى.

و قد استجيبت دعوتهم: فَضَرَبْنا عَلَىآذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَعَدَداً.

ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّالْحِزْبَيْنِ أَحْصى‏ لِما لَبِثُواأَمَداً.

ملاحظات‏

1- جملة أَوَى الْفِتْيَةُ من مادة (مأوى) وتعني المكان الآمن، و هو إشارة إلى أنّهؤلاء الفتية الهاربين من بيئتهم الفاسدةالمنحرفة قد أحسّوا بالأمن عند ما وصلواإلى الغار.

2- (فتية) جمع (فتى) و هو الشاب الحدث، ولكنها تطلق أحيانا على الأشخاص الكبار والمسنين الذين يملكون روحية شابّة، و قدذكرت هذه الكلمة مع نوع من الإشادة و المدحلأصحاب الكهف بسبب صفات الفتوة و الشهامةو التسليم في مقابل الحق.

و الشاهد على هذا الكلام ما

نقل عن الإمام الصادق في أصحاب الكهف إذقال: «أمّا علمت أنّ أصحاب الكهف كانواكلّهم كهولا فسمّاهم اللّه فتيةبإيمانهم».

بعد ذلك‏

أضاف الإمام الصادق في معنى الفتوة قولهعليه السّلام: «من آمن باللّه و اتقى فهوالفتى» «1».

و قد نقل عن الإمام الصادق ما يشبه هذاالحديث في (روضة الكافي) «2» أيضا.

3- استخدام تعبير مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةًإشارة إلى أنّ هؤلاء الفتية عند ما لجأواإلى الغار تركوا جميع الوسائل و الأسبابالظاهرية، و كانوا لا يأملون سوى‏

1- نور الثقلين، ج 3، ص 244 و 245.

2- المصدر السّابق.