مرضاتك و سعادتك، الطريق الذي فيه الخير والسعادة و إطاعة أوامر اللّه تعالى.
و قد استجيبت دعوتهم: فَضَرَبْنا عَلَىآذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَعَدَداً.
ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّالْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُواأَمَداً.
1- جملة أَوَى الْفِتْيَةُ من مادة (مأوى) وتعني المكان الآمن، و هو إشارة إلى أنّهؤلاء الفتية الهاربين من بيئتهم الفاسدةالمنحرفة قد أحسّوا بالأمن عند ما وصلواإلى الغار.
2- (فتية) جمع (فتى) و هو الشاب الحدث، ولكنها تطلق أحيانا على الأشخاص الكبار والمسنين الذين يملكون روحية شابّة، و قدذكرت هذه الكلمة مع نوع من الإشادة و المدحلأصحاب الكهف بسبب صفات الفتوة و الشهامةو التسليم في مقابل الحق.
و الشاهد على هذا الكلام ما
نقل عن الإمام الصادق في أصحاب الكهف إذقال: «أمّا علمت أنّ أصحاب الكهف كانواكلّهم كهولا فسمّاهم اللّه فتيةبإيمانهم».
بعد ذلك
أضاف الإمام الصادق في معنى الفتوة قولهعليه السّلام: «من آمن باللّه و اتقى فهوالفتى» «1».
و قد نقل عن الإمام الصادق ما يشبه هذاالحديث في (روضة الكافي) «2» أيضا.
3- استخدام تعبير مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةًإشارة إلى أنّ هؤلاء الفتية عند ما لجأواإلى الغار تركوا جميع الوسائل و الأسبابالظاهرية، و كانوا لا يأملون سوى
1- نور الثقلين، ج 3، ص 244 و 245. 2- المصدر السّابق.