امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 225
نمايش فراداده

مِراءً ظاهِراً بمعنى قل لهم قولا منطقيابحيث تتوضح رجحان منطقك.

و قد احتمل البعض أن تفسير هذه الآية هو:لا تتحدّث حديثا خاصّا مع المعارضين والمعاندين حيث أنّهم يحرّفون كلّ ما تقول،بل تحدّث معهم علانية و أمام النّاس كي لايستطيعوا أن يحرفوا حقيقة ما تقول، و لايستطيعوا إنكارها.

التّفسير الأوّل أكثر صحّة.

و على أي حال فإنّ مفهوم الكلام هو: عليكأن تتحدّث معهم بالاعتماد على الوحيالإلهي، لأنّ أقوى الأدلة هو ما يصدر عنالوحي دون غيره: وَ لا تَسْتَفْتِ فِيهِمْمِنْهُمْ أَحَداً.

الآية التي بعدها تعطي توجيها عاما لرسولاللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم: وَ لاتَقُولَنَّ لِشَيْ‏ءٍ إِنِّي فاعِلٌذلِكَ غَداً.

إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ يعني يجب أنتقول (إن شاء اللّه) لكل ما يخص أخبارالمستقبل و أحداثه و لكل تصميم تتخذه،لأنّك أوّلا غير مستقل في اتّخاذالقرارات، و إذا لم يشأ اللّه فإنّ كائنامن كان لا يستطيع القيام بأيّ عمل، لذا ولأجل أن تثبت أنّ قوّتك قبس من قوّة اللّهالأزلية، و أنّها مرتبطة بقدرته، أضفعبارة (إن شاء اللّه) إلى كلامك.

ثانيا: لا يصح للإنسان- من الوجهةالمنطقية- أن يقطع في أخباره المستقبلية ومواقفه و تصميماته، لأنّ قدرته محدودة معاحتمال ظهور الموانع المختلفة، لذلكالأفضل له ذكر جملة (إن شاء اللّه) مع كلتصميم لفعل شي‏ء.

بعض المفسّرين احتملوا أن يكون مرادالآية هو أن تنفي استقلال الإنسان فيإنجاز الأعمال، حيث يصبح مفهوم الآية:إنّك لا تستطيع أن تقول: إنّك ستقوم بالعملالفلاني غدا إلّا أن يشاء اللّه ذلك.

بالطبع فإنّ لازم هذا القول أن الكلامسيكون تاما مع اضافة (ان شاء اللّه)