من المسلّم به أنّ قصّة أصحاب الكهف لمتكن مذكورة في أي من الكتب السماويةالسابقة (سواء الكتب الأصلية أو المحرّفةالموجودة الآن) و يجب أن لا تذكر، لأنّالحادثة- طبقا للتأريخ العام- كانت قد وقعتفي القرون التي تلت ظهور المسيح عيسى عليهالسّلام.
إنّ حادثة أصحاب الكهف وقعت في زمان«دكيوس» (التي تعرّب بديقيانوس) حيث تعرّضالمسيحيون في عصره إلى تعذيب شديد.
و يقول المؤرخون الأوربيون: إنّ هذهالحادثة وقعت في الفترة من 49- 251 ميلادي، وبذلك يرى هؤلاء المؤرخون أنّ مدّة نومأصحاب الكهف لم تستغرق سوى (157) سنة، ويطلقون عليهم لقب (النائمون السبعةلأفسوس) في حين أنّهم يعرفون بيننا بأصحابالكهف «1».
و الآن لنتعرف أين تقع (أفسوس) هذه؟ و منأوّل عالم كتب كتابا عن قصّة هؤلاء السبعةالنائمين؟ و في أي قرن حصل ذلك؟
(أفسوس) أو (أفسس) بضم الألف و السين، هيواحدة من مدن آسيا الصغرى (تركيا الحاليةالتي هي جزء من مملكة الروم الشرقيةالقديمة) و تقع بالقرب من نهر (كاستر) و علىبعد (40) ميلا تقريبا جنوب شرقي (أزمير) حيثكانت عاصمة الملك (الونى).
و قد اشتهرت (أفسوس) بسبب معبدها الوثنيالمعروف بـ «أرطاميس» الذي يعتبر أحدعجائب الدنيا السبع «2».
و يقولون: إنّ قصة أصحاب الكهف شرحت لأولمرّة في رسالة باللغة السريانية كتبهاعالم مسيحي يسمى (جاك) الذي كان رئيساللكنيسة السورية،
1- أعلام القرآن، ص 153. 2- الكلام مقتبس من كتاب «قاموس الكتابالمقدّس»، ص 87.