امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 273
نمايش فراداده

من الممكن أن تفنى، إلّا أنّني رأيتفناءها بعيني! و من جانب آخر فقد كانيتعامل مع رفيقه المؤمن بكبر و يقول: إنّنيأقوى منك و أكثر أنصارا و مالا، و لكنّهبعد هذه الحادثة اكتشف أن لا أحد ينصره! ومن جانب ثالث فإنّه كان يعتمد على قوته وقدرته الذاتية، و يعتقد بأنّ غير قدرتهمحدودة، لكنّه بعد هذه الحادثة، و بعد أنلم يكن بمقدوره الحصول على شي‏ء، انتبهإلى خطئه الكبير، لأنّه لم يعد يتملك شيئايعوضه جانبا من تلك الخسارة الكبرى.

و عادة، فإنّ الأصدقاء الذين يلتفون حولالإنسان لأجل المال و الثروة مثلهم كمثلالذباب حول الحلوى، و قد يفكّر الإنسانأحيانا بالاعتماد عليهم في الأيّامالصعبة، و لكن عند ما يصاب فيما يملك يتفرقهؤلاء الخلّان من حوله، لأنّ صداقتهم لهلم تكن لرابط معنوي، بل كانت لأسبابمادية، فإذا زالت هذه الأسباب انتفتالرفقة! و هكذا انتهي كل شي‏ء و لا ينفعالندم، لأنّ مثل هذه اليقظة الإجباريةالتي تحدث عند نزول الابتلاءات العظيمةيمكن ملاحظتها حتى عند أمثال فرعون ونمرود، و هي بلا قيمة، لهذا فإنّها لاتؤثّر على حال من ينتبه.

صحيح أنّه ذكر عبارة لَمْ أُشْرِكْبِرَبِّي أَحَداً و هي نفس الجملة التيكان قد قالها له صديقه المؤمن، إلّا أنّالمؤمن قالها في حالة السلامة و عدمالابتلاء، بينما ردّدها صاحب البستان فيوقت الضيق و البلاء.

هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّنعم، لقد اتضح أنّ جميع النعم منه تعالى، وأنّ كل ما يريده تعالى يكون طوع إرادته، وأنّه بدون الاعتماد على لطفه لا يمكنإنجاز عمل: هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَ خَيْرٌعُقْباً.

إذن، لو أراد الإنسان أن يحب أحدا و يعتمدعلى شي‏ء ما، أو يأمل بهديه من‏