امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 275
نمايش فراداده

لديهم من قوة و قدرة، و يتصاعد انحرافهمإلى الشرك و عبادة الأصنام و الكفر و إنكارالمعاد، لأنّهم يعبدون القدرة المادية ويجعلونها صنما دون سواها.

2- دروس و عبر

هذا المصير المقترن بالعبرة و الذي ذكرهنا بشكل سريع يتضمّن بالإضافة إلى الدرسالآنف، دروسا أخرى ينبغي أن نتعلمها، وهذه الدروس هي:

أ: مهما كانت نعم الدنيا المادية كبيرة وواسعة، فإنّها غير مطمئنة و غير ثابتة،فصاعقة واحدة تستطيع في ليلة أو في لحظاتمعدودة أن تبيد البساتين و المزارع التييكمن فيها جهد سنين طويلة من عمر الإنسان،و تحيلها إلى تل من تراب و رماد و أرض يابسةزلقة.

إنّ زلزلة واحدة خفيفة يمكن أن تقضي علىالعيون الفّوارة التي هي الأصل في هذهالحياة، بالشكل الذي لا يمكن معه ترميمهاأبدا.

ب: إنّ الأصدقاء الذين يلتفون حول الإنسانبغرض الإفادة من إمكاناته المادية همبدرجة من اللامبالاة و على قدر من الغدر والخيانة بحيث أنّهم يتخلّون عنه في نفساللحظة التي تزول فيها إمكاناته المادية ويتركونه وحيدا لهمومه: وَ لَمْ تَكُنْلَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِاللَّهِ.

هذا النوع من الأحداث الذي طالما سمعنا ورأينا له نماذج تبرهن على أنّ الإنسان لايملك سوى التعلق باللّه وحده، و أنّالأصدقاء الحقيقيين و الأوفياء للإنسانهم الذين تصنعهم الروابط و العلائقالمعنوية، إذ يستمر ودّ هؤلاء في حالالفقر و الثروة، في الشباب و الشيبة، فيالصحة و المرض، في العز و الذلة، بل وتستمر مودّة هؤلاء إلى ما بعد الموت!

ج: لافائدة من الصحوة بعد نزول البلاء:

لقد أشرنا مرارا إلىّ أنّ اليقظةالإجبارية لدى الإنسان ليست دليلا علىيقظة