امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 282
نمايش فراداده

أصبح شابا كالوردة المملوءة طراوة، ثمّيصبح كهلا ضعيفا كالنبتة الذابلة اليابسةذات الأوراق الصفراء، ثمّ إنّ عاصفة الموتتحصد هذا الإنسان لينتشر بعد فترة ترابجسده المتهرئ- بواسطة العواصف- إلى مختلفالاتجاهات و الأماكن.

و لكن قد تنتهي دورة الحياة بصورة غيرطبيعية، بمعنى أنّها لا ترتقي إلى نهايةشوطها، إذ من الممكن أن تنتهي في منتصفالشوط بواسطة صاعقة أو عاصفة كما في قولهتعالى في الآية (24) من سورة يونس: إِنَّمامَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍأَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِفَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِمِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَ الْأَنْعامُحَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُزُخْرُفَها وَ ازَّيَّنَتْ وَ ظَنَّأَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْهاأَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراًفَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْتَغْنَ بِالْأَمْسِ.

و في بعض الأحيان لا تكون الحوادث سببالفناء الحياة في منتصف دورة الحياة، بليستمر السير الطبيعي حتى النهاية، أيوصولا إلى مرحلة الذبول و التشتت و الفناءكما أشارت إلى ذلك الآية التي نبحثها.

في كل الأحوال تنتهي الحياة الدنيا- سواءفي الطريق الطبيعي أو غير الطبيعي- إلىالفناء الذي يحل بساحة الإنسان عاجلا أمآجلا.

2- عوامل تحطيم الغرور

قلنا: إنّ الكثير من الناس عند ما يحصلونعلى الإمكانات المادية و المناصب يصابونبالغرور، و هذا الغرور هو العدو اللدودلسعادة الإنسان، و في الآيات السابقةرأينا كيف أنّ الغرور يؤدي إلى الشرك والكفر.

و لأنّ القرآن كتاب تربوي عظيم، فهويستفيد من عدة طرق لتحطيم الغرور.

ففي بعض الأحيان يجسّد لنا أنّ الفناء هونهاية الثروات المادية كما في الآياتأعلاه.

و في أحيان أخرى يحذّر من إمكانية تحوّلالثروات و الأولاد إلى عدو