امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 302
نمايش فراداده

لا تؤمن بإرادتها و بشكل طبيعي أبدا، بلهم يؤمنون في حالتين فقط:

أوّلا: عند ما يصيبهم العذاب الأليم الذينزل مثله في الأقوام و الأمم السابقة.

ثانيا: عند ما يشاهدون العذاب الإلهيبأعينهم على الأقل و قد أشرنا مرارا إلىأنّ مثل هذا الإيمان هو إيمان عديمالفائدة.

و من الضروري الانتباه هنا إلى أنّ مثلهؤلاء الناس لم يكونوا ينظرون مثل هذهالعاقبة أبدا، أمّا لأنّ هذه العاقبة كانتحتمية بالنسبة لهم و هي الشي‏ء الوحيدالذي ينتهي إليه مصيرهم، لذا نرى القرآنقد طرحها على شكل انتظار، و هذا نوع منالكناية اللطيفة. و مثله أن تقول للشخصالعاصي: إنّ أمامك- فقط- أن تنتظر لحظةالحساب، بمعنى أنّ الحساب و العقاب أمرحتمي بالنسبة له، و هو بذلك يعيش حالةانتظار للمصير المحتوم.

إنّ بعض حالات العصيان و الغرور التي يصاببها الإنسان قد تتسلّط عليه بحيث لا يؤثّرفيه لا الوحي الإلهي، و لا دعوات الأنبياءالهادية، و لا رؤية دروس و عبر الحياةالاجتماعية، و لا مطالعة تأريخ الأممالسابقة. إنّ الذي ينفع مع هذه الفئة منالناس هو العذاب الإلهي الذي يعيد الإنسانإلى رشده، و لكن عند نزول العذاب تغلقأبواب التوبة، و لا يوجد ثمّة طريق للرجعةو الاستغفار.

و من أجل طمأنة الرّسول صلّى الله عليهوآله وسلّم في مقابل صلافة و عناد أمثالهؤلاء، تقول الآية: وَ ما نُرْسِلُالْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ.

ثمّ تقول الآية: إنّ هذه القضية ليستجديدة، بل إنّ من واقع هؤلاء الأشخاصالمعارضة و الاستهزاء بآيات اللّه: وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوابِالْباطِلِ‏