امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 305
نمايش فراداده

هي رفع الحجب عن نقاء و شفافية هذه الفطرة.

هذا المعنى‏

ورد في الخطبة الأولى من خطب نهج البلاغةحيث يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه السّلام: «ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكروهم منسي نعمته، و يحتجوا إليهمبالتبليغ، و يثيروا لهم دفائن العقول».

الطريف في الأمر أنّ الآية الكريمة رسمتثلاثة مسالك ليقظة هؤلاء و إعادتهم إلىنور الهداية، هي:

أوّلا: إنّ هذه الحقائق تلائم بشكل كاملما هو مكنون في فطرتكم و وجدانكم وأرواحكم.

ثانيا: إنّها جاءت من قبل خالقكم.

ثالثا: عليكم أن لا تنسوا أنّكم اقترفتمالذنوب، و أنّ منهاج عمل الأنبياء هو فتحباب التوبة من الذنوب و الهداية للصواب.

لكن هذه الفئة من الناس لم تؤمن برغم كلذلك: إِنَّا جَعَلْنا عَلى‏ قُلُوبِهِمْأَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِيآذانِهِمْ وَقْراً «1» و بذلك لا تنفع معهمدعوتك: وَ إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَىالْهُدى‏ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاًأَبَداً.

و لا نعتقد أننا بحاجة إلى أن نوضح أن سببانعدام قابلية التشخيص و القدرة و الإحساسو السمع لدى هؤلاء، إنّما كان من عنداللّه، و لكن بسبب ما قَدَّمَتْ يَداهُ وبسبب الأعمال التي قاموا بها سابقا، و هذاهو الجزاء المباشر لأعمالهم و لما كسبتأيديهم. بعبارة أخرى: إنّ الأعمال القبيحةالسيئة و المخزية تحوّلت إلى ستار و ثقل،أي (كنان و وقر) على قلوبهم و آذانهم، و هذهالحقيقة تذكرها

1- كما قلنا سابقا (أكنة) جمع (كنان) على وزنكتاب، و تعني الستار أو الحجاب و (وقر) تعنيثقل الأذن عن السماع.