امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 340
نمايش فراداده

بتجميع و ادخار أموال و ثروة كبيرة لمدّةطويلة في حين أن المجتمع بحاجة إليها، ولكن لو قام أحد الأشخاص بدفن ماله ليوم أوعدّة أيّام (كما هو المتعارف في الازمنةالسابقة بسبب عدم الأمن) ثمّ توفي هذاالشخص بسبب حادثة، فلا يوجد أي إشكال فيمثل هذا الكنز.

7- دروس هذه القصّة

هناك جملة دروس يمكن أن نستفيدها منالقصّة، و يمكن لنا أن ندرجها كما يلي:

أ: أهمية العثور على قائد عالم والاستفادة من علمه، بحيث رأينا أنّ نبيّامن أولي العزم مثل موسى عليه السّلام يسلكهذا الطريق الطويل، و قد بذل ما بذللتحقيقه.

و هذا درس لجميع الناس مهما كان علمهم و فيأي عمر كانوا.

ب: جوهرة العلم الإلهي تنبع من العبوديةللّه تعالى، كما قرأنا في الآيات أعلاه فيقوله تعالى: عَبْداً مِنْ عِبادِناعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً.

ج: يجب تعلم العلم للعمل، كما يقول موسىعليه السّلام لصاحبه مِمَّا عُلِّمْتَرُشْداً أي علمني عملا يقربني من هدفي ومقصدي، فأنا لا أطلب العلم لنفسه، بلللوصول إلى الهدف.

د: يجب عدم الاستعجال في الأعمال، إذالعديد من الأمور تحتاج إلى الفرصالمناسبة (الأمور مرهونة بأوقاتها) خاصّةفي القضايا المهمّة، و لهذا السبب، فإنّالرجل العالم قد ذكر سرّ أعماله لموسى فيالفرصة المناسبة.

ه: الظاهر و الباطن من المسائل المهمّةالأخرى التي نتعلمها من القصة، إذ يجبعلينا أن لا نصدر أحكاما سريعة تجاهالحوادث التي تقع في مجرى حياتنا مما قد لايعجبنا. إذ ما أكثر الحوادث التي نكرهها، ولكن يتّضح بعد مدّة أنّ هذه الحوادث لم تكنسوى نوع من الألطاف الخفية الإلهية. والقرآن يصرّح بمضمون‏