تقطن أقصى نقطة في شمال آسيا، و هم أناسمحاربون يغيرون على الأماكن القربية منهم«1».
البعض يعتقد أنّ هاتين الكلمتين عبريتين،و لكنهما في الأصل انتقلتا من اليونانيةإلى العبرية، إذ كانتا تلفظان فياليونانية بـ «كاك» و «ماكاك» ثمّ انتقلتاعلى هذا الشكل إلى كافة اللغات الأوروبية.
ثمّة أدلة تأريخية على أنّ منطقة شمالشرقي الأرض في نواحي «مغولستان» كانت فيالأزمنة السابقة كثيفة السكان، إذ كانتالناس تتكاثر بسرعة، و بعد أن ازداد عددهماتجهوا نحو الشرق أو الجنوب، و سيطروا علىهذه الأراضي و سكنوا فيها تدريجيا.
و قد وردت مقاطع تأريخية مختلفة لحركةهؤلاء الأقوام و هجراتهم، و قد تمّت واحدةمن هذه الهجمات في القرن الرابع الميلادي،بقيادة «آتيلا» و قد قضت هذه الهجمة علىحضارة الإمبراطورية الرومانية.
و كان آخر مقطع تأريخي لهجومهم في القرنالثّاني عشر الميلادي بقيادة جنگيزخان،حيث هاجم شرق البلاد الإسلامية و دمّرالعديد من المدن، و في طليعتها مدينةبغداد حاضرة الخلافة العباسية، و في عصركورش في حوالي عام (500) قبل الميلاد قامتهذه الأقوام بعدة هجمات، لكن موقف حكومة«ماد و فارس» إزاءهم أدّى إلى تعتبرالأوضاع و استتباب الهدوء في آسيا الغربيةالتي نجت من حملات هذه القبائل.
و بهذا يظهر أنّ يأجوج و مأجوج هم من هذهالقبائل الوحشية، حيث طلب أهل القفقاز من«كورش» عند سفره إليهم أن ينقذهم من هجماتهذه القبائل، لذلك أقدم على تأسيس السدالمعروف بسدّ ذي القرنين «2».
1- يلاحظ المجلد 13، من تفسير الميزان، ص 411. 2- لمزيد من التفاصيل يراجع كتاب (ذوالقرنين أو كورش الكبير).