امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 39
نمايش فراداده

للمذنبين طبقا للآيات 43- 46 من سورة الدخانإِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ، طَعامُالْأَثِيمِ، كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِيالْبُطُونِ، كَغَلْيِ الْحَمِيمِ وطعامها ليس كطعام الدنيا بل يشبه المعدنالمذاب بالحرارة و الذي يغلي في الأحشاء. وسيرد تفسيرها بشكل كامل في تفسير الآياتمن سورة الدخان إن شاء اللّه.

إنّ شجرة الزقوم- بدون شك- لا تشبه أشجارالدنيا أبدا، و لهذا السبب فإنّها تنمو فيالنار، و طبيعي أنّنا لا ندرك هذه الأمورالمتعلقة بالعالم الآخر إلّا على شكلأشباح و تصورات ذهنية.

لقد استهزأ المشركون بهذه التعابير والأوصاف القرآنية بسبب من جهلهم و عدممعرفتهم و عنادهم، فأبو جهل- مثلا- كانيقول: إنّ محمّدا يهددكم بنار تحرقالأحجار، ثمّ يقول بعد ذلك بأنّ في النارأشجارا تنمو! و ينقل عن أبي جهل- أيضا- أنّهكان يهيئ التمر و السمن و يأكل منه ثمّيقول لأصحابه: كلوا من هذا فإنّه الزقوم.(نقلا عن روح المعاني في تفسير الآية).

لهذا السبب فإنّ القرآن يعتبر الشجرةالملعونة في الآيات التي نبحثها، وسيلةلاختبار الناس، إذ كان المشركون يستهزئونبها، بينما استيقنها المؤمنون الحقيقيونالذين كانوا يؤمنون بها.

و يمكن أن يطرح على هذا التّفسير السؤالالآتي: إنّ شجرة الزقوم لم تطرح في القرآنبعنوان الشجرة المعلونة؟

في الإجابة على ذلك نقول: يمكن أن يكونالمقصود هو اللعن آكليها.

بالإضافة إلى ذلك إنّه ما من شي‏ء بعدرحمة اللّه سوى اللعن، و طبيعي جدا أنّ مثلهذه الشجرة بعيدة جدّا عن رحمة اللّه.

ب: الشجرة الملعونة، هم اليهود البغاة، إذأنّهم يشبهون الشجرة ذات الفروع و الأوراقالكثيرة، و لكنّهم مطرودون من مقام الرحمةالإلهية.

ج: جاء في الكثير من تفاسير الشيعة و السنةأنّ الشجرة الملعونة هم بنو