امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 382
نمايش فراداده

لهذا السبب نقرأ

في رواية معروفة عن النّبي قوله صلّى اللهعليه وآله وسلّم: «إنّه ليأتي الرجلالعظيم السمين يوم القيامة لا يزن جناحبعوضة» «1».

لماذا؟ لأنّ أعمال مثل هؤلاء و أفكارهم وشخصيتهم كانت في الحياة الدنيا عديمةالأهمية و الفائدة.

و من هنا يتّضح أنّ الناس هناك على عدّةأنواع هي:

1- مجموعة تكون مثقلة بالحسنات و الأعمالالصالحة بحيث لا تحتاج إلى الوزن و الحسابفي أعمالها، بل تدخل الجنّة بدون حساب.

2- مجموعة ثانية من الذين حبطت أعمالهم، أوليس لهم أي عمل الصالح، و هذه لا تحتاج إلىوزن أيضا، بل تدخل النّار بدون حساب.

3- أمّا المجموعة الثّالثة، فهي التي تملكالسيئات و الحسنات، و هذه يشملها الوزن والحساب. و قد يكون أكثر الناس من هذه الفئة.

4- تفسير قوله تعالى: لا يَبْغُونَ عَنْهاحِوَلًا

(حول) على وزن (علل) لها معنى مصدري و تعنيالتحوّل و نقل المكان، و كما قلنا في تفسيرالآيات، فإنّ الفردوس بستان الجنة توجدفيه أفضل النعم و المواهب الإلهية، و لهذاالسبب فإنّها تعتبر أفضل مناطق ذلكالعالم، حيث أنّ الساكنين فيها لا يتمنونأبدا الانتقال منها إلى مكان آخر.

و قد يقول البعض: إنّ الحياة قد تكون هناكرتيبة و راكدة، و هذا بحد ذاته نقص و عيبكبير فيها؟! في الجواب نقول: ليس ثمة مانعمن أن يكون التحوّل و التكامل في نفسالمكان، إذا توافرت أسباب التكامل واجتمعت هناك، و هي- قطعا- متوافرة.

و في ظل الأعمال التي قام بها الإنسان فيهذه الدنيا، فإنّ الإنسان- من خلال‏

1- عن تفسير مجمع البيان، في تفسيره للآية.