امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 390
نمايش فراداده

و الجزاء و القيامة، و الآية الأخيرة هيخلاصة لمجموع ما ورد في السورة، التياشتملت في قسم مهم منها على الأصولالثلاثة الآنفة باعتبارها محاور للسورة.

و لأنّ قضية النبوة قد اقترنت مع أشكال منالغلو و المبالغة على طول التأريخ، لذافإنّ الآية تقول: قُلْ إِنَّما أَنَابَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى‏ إِلَيَّ.

و هذا التعبير القرآني نسف جميعالامتيازات المقرونة بالشرك التي تخرجالأنبياء من صفة البشرية إلى صفةالألوهية.

ثمّ تشير الآية إلى قضية التوحيد من بينجميع القضايا الأخرى في و الوحي الالهيحيث تقول: أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌواحِدٌ.

أمّا لماذا تمت الإشارة إلى هذه القضية؟فذلك لأنّ التوحيد هو خلاصة جميعالمعتقدات، و غاية كل البرامج الفردية والاجتماعية التي تجلب السعادة للإنسان.

و في مكان آخر، أشرنا إلى أنّ التوحيد ليسأصلا من أصول الدين و حسب، و إنّما هوخلاصة لجميع أصول و فروع الإسلام.

لو أردنا- على سبيل المثال- أن نشبّهالتعليمات الإسلامية من الأصول و الفروععلى أنّها قطع من الجواهر، عندها نستطيعأن نقول: إنّ التوحيد هو السلك و الخيطالذي يربط جميع هذه القطع إلى بعضها البعضليتشكّل من المجموع قلادة جميلة و ثمينة.

و إذا أردنا أن نشبّه التعليماتالإسلامية أصولا و فروعا بأعضاء الجسم،فإنّ التوحيد سيكون روح الإنسان التي تهبالحياة لكافة الأعضاء.

و قد أثبتنا في بحوثنا حول المعاد والنبوة أنّ هذين الأصلين لا ينفصلان عنالتوحيد. يعني: عند ما نعرف الخالق بجميعصفاته، فإنّنا نعلم أنّ مثل هذا الخالقيجب أن يرسل الأنبياء، و تقتضي حكمته وعدالته أن توجد محكمة عادلة و أن يكون هناكبعثا.