امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 413
نمايش فراداده

و على كل حال، فإنّ هذه الآية تعتبر جوابالمن يظن أنّه بالإمكان تنفيذ عمل أو تحقيقغاية من موقعه الضعف، أو يريد حل المشاكلعن طريق المساومة في كل الظروف.

2- ثلاثة أيّام صعبة في مصير الإنسان‏

إنّ التعبير بـ سَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَوُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَيُبْعَثُ حَيًّا يبيّن أن في تاريخ حياةالإنسان و انتقاله من عالم إلى عالم آخرثلاثة أيّام صعبة: يوم يضع قدمه في هذهالدنيا: يَوْمَ وُلِدَ و يوم موته وانتقاله إلى عالم البرزخ وَ يَوْمَيَمُوتُ و يوم بعثه في العالم الآخر وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا و لما كان منالطبيعي أن تكون هذه الأيّام مرافقةللاضطرابات و القلق، فإنّ اللّه سبحانهيكتنف خاصّة عباده بسلامه و عافيته، ويجعل هؤلاء في ظل حمايته و منعته في هذهالمراحل العسيرة الثلاثة.

و بالرغم من أنّ هذا التعبير قد ورد فيالقرآن في موردين فقط، في حق يحيى و في حقعيسى عليه السّلام، إلّا أنّ التعبيرالقرآن في شأن يحيى امتيازا خاصّا، لأنّالمتكلم بهذا الكلام هو اللّه سبحانه، فيحين أنّ المسيح عليه السّلام هو المتكلمفي حق نفسه.

و من الواضح أنّ الأفراد الذين يكونون فيأوضاع و أحوال تشابه أحوال هذين العظيمينستعمهم و تظللهم هذه السلامة.

و من البديع أن نقرأ

في رواية عن الإمام علي بن موسى الرضاعليه السّلام: «إنّ أوحش ما يكون هذا الخلقفي ثلاثة مواطن: يوم يلد و يخرج من بطن أمهفيرى الدنيا، و يوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها، و يوم يبعث حيا فيرى أحكاما لم يرهافي دار الدنيا، و قد سلم اللّه على يحيىعليه السّلام في هذه الثلاثة مواطن و آمنروعته، فقال: