امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 454
نمايش فراداده

من الواضح أنّ بحث إبراهيم لم يكن فيالمسائل المرتبطة بفروع الدين، بل كانيتحدث عن أهم أصل من أصول الدين، و لكن حتىفي مثل هذه المسائل أيضا يجب الاستعانة والاستفادة من إرشادات العالم، لتحصلالهداية إلى الصراط السوي، الذي هو الصراطالمستقيم.

3- سوره الرحمة و التذكير

لقد وردت جملة (و اذكر) خمس مرات عندالشروع بذكر قصص الأنبياء العظام و مريم،و لهذا السبب يمكن تسمية هذه السورة بسورة(التذكير) .. ذكر الأنبياء، و الرجال والنساء العظام و حركتهم التوحيدية، وجهودهم في طريق محاربة الشرك و عبادةالأصنام و الظلم و الجور.

و لما كان الذكر عادة بعد النسيان، فمنالممكن أن يكون إشارة إلى أن جذور التوحيدو عشق رجال الحق و الإيمان بجهادهم من أجلإحقاق الحق حية في أعماق روح كل إنسان، وإن الكلام عن هؤلاء في الحقيقة نوع منالذكر.

و قد ورد وصف اللّه بـ «الرحمان» ست عشرةمرّة في هذه السورة، فإنّ السورة تبدأبالرحمة، رحمه اللّه بزكريا، رحمة اللّهبمريم و المسيح، و كذلك تنتهي السورة بهذهالرحمة حيث تقول في أواخرها: إِنَّالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُواالصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُالرَّحْمنُ وُدًّا» «1».

1- مريم، 96.