امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 471
نمايش فراداده

بحثان‏

1- من هو إدريس؟

طبقا لنقل كثير من المفسّرين، فإنّ إدريسجدّ سيدنا نوح عليه السّلام و اسمه فيالتوراة (أخنوخ) و في العربية (إدريس)، وذهب البعض أنّه من مادة (درس) لأنّه أوّل منكتب بالقلم، فقد كان إضافة إلى النّبوةعالما بالنجوم و الحساب و الهيئة، و كانأوّل من علم البشر خياطة الملابس.

لقد تحدث القرآن عن هذا النّبي الكبيرمرّتين فقط، و بإشارة خاطفة:

إحداهما هنا في هذه الآيات، و الأخرى فيسورة الأنبياء الآية 85- 86، و قد ذكرت حياتهبصورة مفصلة في روايات مختلفة نشك في صحةأكثرها، و لهذا السبب اكتفينا بالإشارةأعلاه.

2- من هم الذين أَضاعُوا الصَّلاةَ

نقرأ في حديث ورد في كثير من كتب علماء أهلالسنة، أن النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم عند ما تلا هذه الآية قال: «يكون خلفمن بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة و اتبعواالشهوات فسوف يلقون غيا، ثمّ يكون خلفيقرءون القرآن لا يعدو تراقيهم، و يقرأالقرآن ثلاثة: مؤمن، منافق، و فاجر» «1».

ينبغي الالتفات إلى أنّنا إذا اعتبرناهجرة النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّممبدأ الستين سنة، فإنّه ينطبق تماما علىالزمن الذي تربع فيه يزيد على كرسي الحكم،و استشهد فيه سيد الشهداء الإمام الحسينعليه السّلام و أصحابه، و يشير الحديث بعدذلك إلى بقية فترة بني أمية و فترة بنيالعباس الذين كانوا قد اقتنعوا من الإسلامبالاسم، و من القرآن باللفظ، و نعوذباللّه أن نكون من هذا الخلف المنحرف.

1- تفسير الميزان، ج 14، ص 84.