امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 482
نمايش فراداده

و لهذه الكلمة معاني أخرى أيضا، فمنجملتها أنّهم فسروا «جثيا» بمعنى جماعةجماعة، و بعضهم فسّرها بمعنى الكثرة وازدحام بعضهم على بعض كتراكم التراب والحجارة، إلّا أنّ التّفسير الأوّل هوالأنسب و الأشهر.

و لما كانت الأولويات تلاحظ في تلكالمحكمة العادلة، فإنّ الآية التاليةتقول: ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّشِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَىالرَّحْمنِ عِتِيًّا «1» و نبدأ بحسابهمأوّلا، فإنّهم عتوا عتوا نسوا معه كلمواهب اللّه الرحمان، و جنحوا إلى التمردو العصيان و إظهار الوقاحة أمام ولينعمتهم! أجل، إن هؤلاء أحق من الجميعبالجحيم.

ثمّ تؤكّد على هذا المعنى مرّة أخرىفتقول: ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُبِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى‏ بِها صِلِيًّافسنختار هؤلاء بدقة، و سوف لا يقع أياشتباه في هذا الإختيار.

(صلي) مصدر يعطي معنى إشعال النار وإيقادها، كما يعني حرق الشي‏ء بالنّار.

1- «الشيعة» في الأصل بمعنى الجماعة التييتعاون أفرادها للقيام بعمل ما، و انتخابهذا التعبير في الآية يمكن أن يكون إشارةإلى أن العتاة المردة و الضالين الكافرينكانوا يتعاونون في طريق الطغيان، و نحنسنحاسب هؤلاء أوّلا، لأنّهم أكثر تمردا وعصيانا من الجميع.