امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 536
نمايش فراداده

2- قابليات الأشياء الخارقة

من المسلّم أن موسى الذي اختار لنفسه عصاالرعي تلك، لم يكن يصدق أن هذا الموجودالبسيط يستطيع القيام بمثل هذا العملالعظيم بأمر اللّه، و يحطم قوّة الفراعنة،إلّا أنّ اللّه سبحانه قد أراه أن نفس هذهالآلة البسيطة تستطيع أن توجد مثل تلكالقوة الخارقة.

إنّ هذا- في الواقع- درس لكل البشر بأن لايستصغروا أي شي‏ء، فإن كثيرا منالموجودات التي ننظر إليها باحتقار تحتويفي باطنها على قدرات عظيمة نحن غافلونعنها و غير مطلعين عليها.

3- ماذا تقول التوراة حول هذا الموضوع؟

في الآيات أعلاه قرأنا أنّ موسى عليهالسّلام عند ما أخرج يده من جيبه كانتبيضاء مضيئة لا عيب فيها، و يمكن أن تكونهذه الجملة من أجل نفي التعبير الذي يلاحظفي التوراة المحرفة، فقد ورد في التوراة:(و قال اللّه له أيضا: الآن ضع يدك إلىجنبك، فوضع يد إلى جنبه، و أخرجها فإذا يدهمبروصة كالثلج) «1».

إن كلمة «المبروص» مأخوذة من البرص، و هونوع من الأمراض، و من المسلم أن استعمالهذا التعبير هنا خطأ و غير مناسب.

1- التوراة، سفر الخروج، الفصل الرابع،الجملة 6.