من المسلّم أن موسى الذي اختار لنفسه عصاالرعي تلك، لم يكن يصدق أن هذا الموجودالبسيط يستطيع القيام بمثل هذا العملالعظيم بأمر اللّه، و يحطم قوّة الفراعنة،إلّا أنّ اللّه سبحانه قد أراه أن نفس هذهالآلة البسيطة تستطيع أن توجد مثل تلكالقوة الخارقة.
إنّ هذا- في الواقع- درس لكل البشر بأن لايستصغروا أي شيء، فإن كثيرا منالموجودات التي ننظر إليها باحتقار تحتويفي باطنها على قدرات عظيمة نحن غافلونعنها و غير مطلعين عليها.
في الآيات أعلاه قرأنا أنّ موسى عليهالسّلام عند ما أخرج يده من جيبه كانتبيضاء مضيئة لا عيب فيها، و يمكن أن تكونهذه الجملة من أجل نفي التعبير الذي يلاحظفي التوراة المحرفة، فقد ورد في التوراة:(و قال اللّه له أيضا: الآن ضع يدك إلىجنبك، فوضع يد إلى جنبه، و أخرجها فإذا يدهمبروصة كالثلج) «1».
إن كلمة «المبروص» مأخوذة من البرص، و هونوع من الأمراض، و من المسلم أن استعمالهذا التعبير هنا خطأ و غير مناسب.
1- التوراة، سفر الخروج، الفصل الرابع،الجملة 6.