إشارة إلى المواهب المعنوية، لأنّ كلمة(فضّلنا) غالبا ما تأتي في القرآن بهذاالمعنى.
بعض المفسّرين يعتبرون الآية الآنفةدليلا على أفضلية الملائكة على بنيالإنسان، فالقرآن يقول بأنّ الإنسانمفضّل على أكثر المخلوقات، و تبقى مجموعةلا يكون الإنسان أفضل منها، و هذهالمجموعة ليست سوى الملائكة.
و لكن بملاحظة آيات خلق آدم و سجودالملائكة و تعليمهم (الأسماء) من قبل آدم،لا يبقى شك في أنّ الإنسان أفضل منالملائكة.
لذا فإنّ كلمة (كثير) تعني هنا (جميع). و كمايقول المفسّر الكبير الشّيخ الطبرسي فيمجمع البيان، فإنّ استخدام كلمة (كثير)بمعنى (جميع) يعتبر عاديا و واردا فيالقرآن الكريم و في لغة العرب.
و هكذا يكون معنى الجملة حسب تفسيرالطبرسي لها هو: «إنّا فضلناهم على منخلقناهم، و هم كثير».
فالقرآن يقول عن الشياطين في الآية (223) منسورة الشعراء: وَ أَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَبينما من البديهي أنّ كل الشياطين كاذبينو ليس أكثرهم، و إنّما استخدمت الآية(كثير) بمعنى (الجميع).
على أي حال، إذا اعتبرنا المعنى خلافاللظاهر، فإنّ آيات خلق الإنسان ستكونقرينة واضحة لذلك.
لا يعد الجواب على هذا السؤال معقدا، إذأنّنا نعلم أنّ الإنسان هو الكائن الوحيدالذي يتكون من قوى مختلفة، مادية ومعنوية، جسمية و روحية، و ينمو