امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 62
نمايش فراداده

إشارة إلى المواهب المعنوية، لأنّ كلمة(فضّلنا) غالبا ما تأتي في القرآن بهذاالمعنى.

رابعا: ما معنى كلمة (كثير) في الآية؟

بعض المفسّرين يعتبرون الآية الآنفةدليلا على أفضلية الملائكة على بنيالإنسان، فالقرآن يقول بأنّ الإنسانمفضّل على أكثر المخلوقات، و تبقى مجموعةلا يكون الإنسان أفضل منها، و هذهالمجموعة ليست سوى الملائكة.

و لكن بملاحظة آيات خلق آدم و سجودالملائكة و تعليمهم (الأسماء) من قبل آدم،لا يبقى شك في أنّ الإنسان أفضل منالملائكة.

لذا فإنّ كلمة (كثير) تعني هنا (جميع). و كمايقول المفسّر الكبير الشّيخ الطبرسي فيمجمع البيان، فإنّ استخدام كلمة (كثير)بمعنى (جميع) يعتبر عاديا و واردا فيالقرآن الكريم و في لغة العرب.

و هكذا يكون معنى الجملة حسب تفسيرالطبرسي لها هو: «إنّا فضلناهم على منخلقناهم، و هم كثير».

فالقرآن يقول عن الشياطين في الآية (223) منسورة الشعراء: وَ أَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَبينما من البديهي أنّ كل الشياطين كاذبينو ليس أكثرهم، و إنّما استخدمت الآية(كثير) بمعنى (الجميع).

على أي حال، إذا اعتبرنا المعنى خلافاللظاهر، فإنّ آيات خلق الإنسان ستكونقرينة واضحة لذلك.

خامسا: لماذا كان الإنسان أفضلالمخلوقات؟

لا يعد الجواب على هذا السؤال معقدا، إذأنّنا نعلم أنّ الإنسان هو الكائن الوحيدالذي يتكون من قوى مختلفة، مادية ومعنوية، جسمية و روحية، و ينمو