امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 80
نمايش فراداده

حيث أنّ هؤلاء القوم لا يشكرون النعم، ويحطمون مصباح هدايتهم و منبع النور إليهمبأيديهم، إنّ مثل هؤلاء الأقوام لايستحقون رحمة الخالق، و إنّ العقابسيشملهم. و نعلم هنا أنّ اللّه تبارك وتعالى لا يفرق بين عباده، و بذلك فإنّالأعمال المتشابهة في الظروف المتشابهةلها عقاب متشابه، و هذا هو معنى عدم اختلافسنن الخالق جلّ و علا.

إنّ السنن الإلهية هي عكس السنن والقوانين التي يضعها البشر حيث تقتضيمصالحهم في يوم أن تكون هناك سنة أو قانونمعين، و في يوم آخر يمكن أن تنقلب هذهالسنّة أو القانون إلى عكسه تماما.

و نعرف هنا أنّ اختلاف السنن و القوانينالبشرية إمّا أن يعود إلى عدم وضوحالأمور، و التي عادة ما تتوضح بمرورالزمن، و تنكشف للإنسان اشتباهاته وأخطاؤه، أو أنّ السبب في ذلك يعود إلىمقتضيات المصالح الخاصّة و شروط الحياةالتي تتحوّل و تتغيّر في كل وقت. و لمّاكانت هذه الأمور لا تؤثّر على الإرادةالإلهية، فإنّ ما يصدر عن الحكمة الإلهيةمن سنن تكون ثابتة في جميع الحالات والشرائط.