امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 10 -صفحه : 540/ 155
نمايش فراداده

الثابتة، فهو أنّ المراد من حركة الشمس فيالآية إمّا الدوران حول نفسها، أو حركتهاضمن المنظومة الشمسيّة.

و لا بدّ من الإشارة إلى أنّ كلمة (كل) يمكنأن تكون إشارة إلى الشمس و القمر، و كذلكالنجوم، و التي تستفاد من كلمة «الليل».

و احتمل بعض المفسّرين أن تكون إشارة إلىكلّ من الليل و النهار و الشمس و القمر،لأنّ «الليل»- و الذي هو الظّل المخروطيللأرض- له مدار خاص، فإذا نظر إنسان- خارجالكرة الأرضية- من بعيد إليه، فسيرى أنّهذا الظل المخروطي في حركة مستمرة حولالأرض، و سيرى نور الشمس الذي يشعّ علىالأرض و يشكّل في النهار كالأسطوانة التيتنتقل دائما حول هذه الكرة، و بناء على هذافإنّ لكلّ من الليل و النهار مدارا و مكاناخاصا به «1».

و يحتمل أيضا أن يكون المراد من حركةالشمس حركتها في إحساسنا، لأنّ كلّا منالشمس و القمر في دوران مستمر في نظرالناظرين من أهل الأرض ..

2- السّماء سقف محكم‏

قلنا فيما مضى: إنّ (السّماء) وردت فيالقرآن بمعان مختلفة، فجاءت تارة بمعنىالجو، أيّ الطبقة الضخمة من الهواء(الغلاف الغازي) الذي يحيط بالأرض، كالآيةآنفة الذكر. و لا بأس أن نسمع هنا توضيحاأكثر حول إحكام هذا السقف العظيم من لسانالعلماء:

كتب (فرانك ألن) أستاذ الفيزياء الحياتيةيقول: إنّ الجو الذي يتكوّن من الغازاتالتي تحفظ الحياة على سطح الأرض ضخم إلىالحدّ الذي يستطيع أن يكون كالدرع الذييحفظ الأرض من شرّ المجموعة القاتلةالمتكوّنة من عشرين‏

1- اقتباس من الميزان، ذيل الآية.