امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 10 -صفحه : 540/ 196
نمايش فراداده

ست عشرة سنة «1» و ذكر البعض الآخر أنّعمره عند ذاك كان (26) سنة «2».

و على كلّ حال فإنّه كان في عمر الشباب، ومع أنّه لم يكن معه أحد يعينه، فإنّه رمىبسهم المواجهة في وجه طاغوت زمانه الكبيرالذي كان حاميا للطواغيت الآخرين، وهبّبمفرده لمقارعة الجهل و الخرافات و الشرك،و استهزاء بكلّ مقدّسات المجتمع الخياليةالواهية، و لم يدع للخوف من غضب و انتقامالناس أدنى سبيل إلى نفسه، لأنّ قلبه كانمغمورا بعشق اللّه، و كان اعتماده وتوكّله على الذات المقدّسة فحسب.

أجل ... هكذا هو الإيمان، أينما وجد وجدتالشهامة، و كلّ من حلّ فيه فلا يمكن أنيقهر! إنّ أهمّ الاسس التي ينبغي للمسلمينالاهتمام بها لمقارعة القوى الشيطانيةالكبرى، في دنيا اليوم المضطربة، هو هذاالأساس و الرأسمال العظيم، و هو الإيمان،

ففي حديث عن الإمام الصادق عليه السّلام:«إنّ المؤمن أشدّ من زبر الحديد، إنّ زبرالحديد إذا دخل النّار تغيّر، و إنّالمؤمن لو قتل ثمّ نشر ثمّ قتل لم يتغيّرقلبه» «3».

3- إبراهيم و نمرود

جاء في التواريخ أنّه عند ما ألقواإبراهيم في النّار، كان نمرود على يقين منأنّ إبراهيم قد أصبح رمادا، أمّا عند مادقّق النظر و وجده حيّا، قال لمن حوله:إنّي أرى إبراهيم حيّا، لعلّي يخيّل إليّ!فصعد على مرتفع و رأى حاله جيدا فصاحنمرود: يا إبراهيم إنّ ربّك عظيم، و قدأوجد بقدرته حائلا بينك و بين النّار! ولذلك فإنّي أريد أن أقدّم قربانا له، وأحضر أربعة آلاف قربان لذلك، فأعادإبراهيم القول‏

1- مجمع البيان، ذيل الآيات مورد البحث.

2- تفسير القرطبي، المجلّد 6، ص 4344.

3- سفينة البحار، مادّة أمن، ج 1، ص 37.