إدريس و ذو الكفل عليهما السّلام:
«إدريس»- نبي اللّه العظيم- و كما تقدّم-هو جدّ والد نوح عليه السّلام وفقا لمارواه أغلب المفسّرين، و اسمه في التوراة(أخنوخ) و في العربية (إدريس) و يرى بعضهمأنّ إدريس مشتق من مادّة الدرس، لأنّه كانأوّل من كتب بالقلم، و كان ذا إحاطة بعلمالفلك و النجوم و الحساب و الهيأةبالإضافة إلى كونه نبيّا .. و يقال أنّهأوّل من علّم الناس خياطة الثياب.
و أمّا «ذو الكفل»، فالمشهور أنّه كان منالأنبياء «1»، و إن كان بعضهم يعتقد أنّهكان من الصالحين. و ظاهر آيات القرآن التيذكرته في عداد الأنبياء يؤيّد أنّه منالأنبياء، و أغلب الظنّ أنّه كان منأنبياء بني إسرائيل «2».
و هناك احتمالات عديدة في سبب تسميته بهذاالاسم، مع ملاحظة أنّ كلمة «كفل» جاءتبمعنى النصيب، و كذلك بمعنى الكفالة والضمان و التعهّد.
فقال بعضهم: إنّ اللّه سبحانه لمّا غمرهبنصيب وافر من ثوابه و رحمته في مقابلالأعمال و العبادات الكثيرة التي كانيؤدّيها سمّي ذا الكفل، أي صاحب الحظّالأوفى.
و قال آخرون: إنّه لمّا تعهّد بأن يحييالليل في العبادة و يصوم النهار، و أن لايغضب عند الحكم، و أن يفي بوعده أبدا، لذلكسمّي بذي الكفل.
و يعتقد بعضهم- أيضا- أنّ «ذا الكفل» لقب«إلياس»، كما أنّ إسرائيل لقب يعقوب، والمسيح لقب عيسى، و ذا النون لقب يونس «3».على نبيّنا و آله و عليهم الصلاة و السلام...
1- التّفسير الكبير للفخر الرازي، ذيلالآية مورد البحث. 2- تفسير في ظلال القرآن، الجلد 5، ص 556. 3- تفسير الفخر الرازي، ذيل الآية موردالبحث، و نقرأ في التأريخ الكامل: إنّالكفل كان أحد أولاد أيّوب، و كان اسمهالأصلي (بشر) و كان يعيش في أرض الشام.الكامل لابن الأثير، ج 1، ص 136.