امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 10 -صفحه : 540/ 227
نمايش فراداده

أنّه قد أدّى كلّ رسالته بين قومهالعاصين، و لم يترك حتّى «الأولى» في هذاالشأن، فلو تركهم و شأنهم فلا شي‏ء عليه،مع أنّ الأولى هو بقاؤه بينهم و الصبر والتحمّل و التجلّد، فلعلّهم ينتبهون منغفلتهم و يتّجهون إلى اللّه سبحانه.

و أخيرا، و نتيجة تركه الأولى هذا، ضيّقناعليه فابتلعه الحوت فَنادى‏ فِيالظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَسُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَالظَّالِمِينَ فقد ظلمت نفسي، و ظلمتقومي، فقد كان ينبغي أن أتقبّل و أتحمّلأكثر من هذه الشدائد و المصائب، و أواجهجميع أنواع التعذيب و الآلام منهم فلعلّهميهتدون.

و تقول الآية التالية: فَاسْتَجَبْنالَهُ وَ نَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ أجل لميكن هذا الأمر خاصّا بيونس، بل هو لطفاللّه الشامل فكلّ مؤمن يعتذر من ربّه عنتقصيره و يسأله العون و المدد و الرحمةفإنّ اللّه سيستجيب له و يكشف عنه غمّه.

بحوث‏

1- قصّة يونس عليه السّلام‏

ستأتي تفاصيل قصّة يونس في تفسير سورةالصافات إن شاء اللّه تعالى، أمّا ملخّصهافهو:

إنّ «يونس» كان لسنين طوال مشتغلابالدعوة و التبليغ بين قومه في أرض نينوىبالعراق، و لكن رغم كلّ ما بذله من جهود ومساع فإنّ إرشاداته و توجيهاته لم تؤثر فيقلوبهم، فغضب و هجر تلك الأرض، و ذهبباتجاه البحر و ركب السفينة، و أثناءالطريق هاج البحر، فكاد كلّ ركّاب السفينةأن يغرقوا.

و هنا قال ربّان السفينة: إنّي أظنّ أنّبينكم عبدا هاربا يجب أن يلقى في البحر- أوإنّه قال: إنّ السفينة ثقيلة جدّا و يجب أننلقي فردا منّا تخرجه‏