المستعدّة. و بشكل لا يمكن وصفه تفتح فيحياة الفرد صفحة جديدة. و لهذا نصّتالأحاديث الإسلامية على أنّ الذي يؤدّيالحجّ تامّا صحيحا
«يخرج من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمّه»«1»!
فالحجّ ولادة ثانية للمسلم. يستهلّ بهاحياة إنسانية جديدة، و لا حاجة هناكلإعادة القول بأنّ هذه البركات و تأثيرهاو ما نشير إليه بعد هذا ليست نصيب من اقتنعمن مكاسب الحجّ بقشرته و رمي اللب جانبا.كما أنّها ليست نصيب من يعتبر الحجّ سياحةللتنفيس عن الخاطر، أو للتظاهر و الرياء،أو طريقا للحصول على متاع شخصي دنيوي، و هوفي الحقيقة لم يتوصّل إلى معنى الحجالحقيقي، فكان نصيبه ما يستحقّه!
ذكر أحد كبار فقهاء المسلمين أنّ مراسمالحجّ في الوقت الذي تستبطن أخلص و أعمقالعبادات، هي أكثر الوسائل أثرا فيالتقدّم نحو الأهداف السياسيّةالإسلامية. فجوهر العبادة التوجّه إلىاللّه، و جوهر السياسة التوجّه إلى خلقاللّه، و هذان الأمران امتزجا في الحجّبدرجة أصبحا كنسيج واحد.
إنّ الحجّ عامل مؤثّر في وحدة صفوفالمسلمين.
الحجّ عامل مهمّ في مكافحة التعصّبالقومي و العنصري و التقوقع في حدودجغرافية.
و الحجّ وسيلة لتحطيم الرقابة التيتفرضها الأنظمة الظالمة، و تدمير هذهالأنظمة المتسلّطة على رقاب الشعوبالإسلامية.
و الحجّ وسيلة لنقل الأنباء السياسيةللبلدان الإسلامية من نقطة إلى أخرى.
1- بحار الأنوار، المجلّد 99،