امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 10 -صفحه : 540/ 420
نمايش فراداده

هذه المراحل الأربعة المختلفة مضافا إلىمرحلة النطفة تشكّل خمس مراحل، كلّ منهاعالم عجيب بذاته ملي بالعجائب بحثت بدقّةفي على الجنين، و ألّفت بصددها كتب و بحوثعميقة في عصرنا، إلّا أنّ القرآن تكلّم عنهذه المراحل المختلفة لجنين الإنسان، وبيّن عجائبه يوم لم يولد هذا العلم و لايكن له أثر.

و في الختام أشارت الآية إلى آخر مرحلة والتي تعتبر- في الحقيقة- أهمّ مرحلة في خلقالبشر، بعبارة عميقة و ذات معنى كبيرثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ وفَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُالْخالِقِينَ.

مرحبا بهذه القدرة الفريدة، التي خلقت فيظلمات الرحم هذه الصورة البديعة، و صاغتمن قطرة ماء كلّ هذه الأمور المدهشة.

طوبى لهذا العلم و الحكمة و التدبير، الذيخلق في هذا الموجود البسيط كلّ هذهالقابليات و الجدارة. تعالى اللّه فقدتجلّت قدرته فيما خلق.

و جدير بالذكر أنّ كلمة «الخالق» مشتقّةمن «الخلق» و تعني بالأصل التقدير «1»، حيثتطلق هذه الكلمة عند ما يراد تقطيع قطعة منالجلد فينبغي على الشخص أن يقيس أبعادالقطعة المطلوبة ثمّ يقطعها، فيستخدم لفظ«الخلق» بمعنى التقدير، لأهميّة تقديرأبعاد الشي‏ء، قبل قطعه.

أمّا عبارة أَحْسَنُ الْخالِقِينَ فتثيرهذا التساؤل: هل يوجد خالق غير اللّه؟! وضعبعض المفسّرين تبريرات لهذه الآية في وقتلا حاجة فيه لهذه التبريرات، لأنّ كلمة«الخلق» بمعنى التقدير و الصنع، و يصحّذلك بالنسبة لغير اللّه، إلّا أنّ هناكاختلافا جوهريا بين الخلقين ...

يخلق اللّه المواد و صورها، بينما يصنعالإنسان أشياءه ممّا خلق اللّه، فهو يغيّر

1- مختار الصحاح.