امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 10 -صفحه : 540/ 485
نمايش فراداده

2- تأكيد المعاد بالاستناد إلى قدرة اللّهالشاملة

يستنتج من آيات القرآن أنّ معظم مخالفةالمنكرين للمعاد يدور حول مسألة المعادالجسماني، و دهشتهم من عودة الروح والحياة ثانية إلى الإنسان بعد أن يصيرترابا، من هنا عدّدت الآيات معالم قدرةاللّه في عالم الوجود، و أكّدت خلقه لكلّشي‏ء من عدم، ليؤمنوا بالحياة بعد الموت،و تزول استحالتها من تصوّرهم.

و بحثت هذه الآيات هذه المسألة من خلالبيان قدرة اللّه على الأرض و سكّانها. وقدرته على السموات و العرش العظيم، وقدرته على إدارة عالم الخلق و النشر، و هذهالسبل الثلاثة مصاديق لمفهوم واحد. ويحتمل أيضا أنّ كلا من هذه الأبحاثالثلاثة يشير إلى وجهة نظر المنكرينللمعاد، فلو كان إنكاركم للمعاد يعود إلىأنّ العظام البالية قد خرجت من دائرةحكومة اللّه و ملكيّته، فهذا خطأ، لأنّكمتعترفون أنّ اللّه تعالى هو مالك الأرض ومن عليها.

و إنّ كان إنكاركم لأنّ بعث الأموات يحتاجإلى إله مقتدر، فأنتم تعترفون بأنّ اللّهربّ السماوات و العرش.

و إن كان جحودكم أنّكم في شكّ من تدبيرالعالم بعد الحياة الجديدة و بعد بعثالأموات، فهو أيضا في غير مورده، لأنّكمقبلتم تدبيره و اعترفتم بقدرته على إدارةعالم الوجود، و جوار من لا جار له (أي كلّالموجودات) حيث يتكفّل برعايتها و تدبيرأمورها، فعلى هذا لا مجال لإنكاركم أيضا. وإجابة الكفّار في الحالات الثلاث بشكلمنسجم موحّد سَيَقُولُونَ لِلَّهِ تؤكّدالتّفسير الأوّل.

3- اختلاف نهايات الآيات‏

و الجدير بالاهتمام هو أنّه بعد السؤالالأوّل و إجابته جاءت عبارة:

أَ فَلا تَذَكَّرُونَ.

و بعد السؤال الثّاني و إجابته جاءت عبارةأَ فَلا تَتَّقُونَ.