امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 10 -صفحه : 540/ 487
نمايش فراداده

الآيتان [سورة المؤمنون (23): الآيات 91 الى92]

مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ ماكانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَكُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَ لَعَلابَعْضُهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ سُبْحانَاللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عالِمِالْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَتَعالى‏عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)

التّفسير

الشرك يجرّ العالم نحو الدمار

تناولت الآيات السابقة بحوثا في المعاد والملك و الحكم و الربوبيّة، أمّا هذهالآيات فقد تناولت نفي الشرك، و استعرضتجانبا من انحرافات المشركين.

وردّتها عليهم بالأدلّة الساطعة، قائلة:مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ ماكانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ.

إنّ الإعتقاد بوجود ابن للّه لا ينحصر فيالمسيحيين الذين يرون النّبي عيسى عليهالسّلام ابنا حقيقيّا له! فقد كانالمشركون يرون الملائكة بنات للّه، و لعلّالمسيحيين أخذوا هذه الفكرة من المشركينالقدماء، و على أساس أنّ الولد جزء منالأب، فلذلك اعتقدوا بأنّ الملائكة أوالمسيح عليه السّلام لهم حصّة منالالوهيّة، و هذا أوضح مظهر للشرك.