امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 10 -صفحه : 540/ 507
نمايش فراداده

«النفخ في الصور» يعني النفخ في البوق،إلّا أنّ هذه العبارة لها مفهوم خاصّسنبيّنه إن شاء اللّه في شرح الآية 68 منسورة الزمر.

و على كلّ حال، فإنّ الآية السابقة أشارتإلى ظاهرتين من ظواهر يوم القيامة:

أولاهما: انتهاء مسألة النسب، لأنّ رابطةالاسرة و القبيلة التي تسود حياة الناس فيهذا العالم تؤدّي في كثير من الحالات إلىنجاة المذنبين من العقاب، إذ يستنجدونبأقربائهم في حلّ مشاكلهم. أمّا الوضع يومالقيامة فيختلف، حيث كلّ إنسان و عمله،فلا معين له، و لا نفع في ولده، أو أخيه، أووالده.

و ثانيتهما: سيطرة الخوف على الجميع، فلايسأل أحد عن حال غيره بسبب الخوف الشديد منالعقاب الإلهي، هو يوم كما أطّلعنا عليهفي مطلع سورة الحجّ:

يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّمُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُكُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَىالنَّاسَ سُكارى‏ وَ ما هُمْ بِسُكارى‏وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ كمايحتمل أن تقصد عبارة وَ لا يَتَساءَلُونَعدم طلب أحدهم العون من الآخر، لأنّهمجميعا يعرفون عدم جدوى ذلك.

و قال بعض المفسّرين: إنّ المراد من هذهالعبارة هي عدم السؤال عن الأنساب فهيتأكيد لقوله تعالى: فَلا أَنْسابَبَيْنَهُمْ.

و يبدو التّفسير الأوّل أوضح من غيره، رغمعدم التناقض فيما بينها، و يمكن أن تشيرالعبارة السابقة إلى هذه المعاني كلّها.

و رأى مفسّرون آخرون أنّه يستفاد من عدّةآيات تساؤل الناس يوم القيامة، كما جاء فيالآية (27) من سورة الصافات، حيث تساءلالمذنبون لدى مواجهة النّار وَ أَقْبَلَبَعْضُهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ.كما تحدّثت هذه السورة في الآية الخمسينعن أهل الجنّة ساعة استقرارهم في الجنّةمتقابلين، فقالت: فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْعَلى‏ بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ إنّهمتساءلوا عن رفاق لهم في الحياة الدنياانحرفوا