امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 158
نمايش فراداده

قالا: نعم، من أوجدك و آلهتك.

قال: قوما حتّى أنظر في أمركما، فأخذهماالناس في السوق و ضربوهما.

و روي أنّ عيسى عليه السّلام بعث هذينالرّسولين إلى أنطاكية فأتياها و لم يصلاإلى ملكها، و طالت مدّة مقامهما فخرجالملك ذات يوم فكبّروا و ذكرا اللّه فغضبالملك و أمر بحبسهما، و جلد كلّ واحد منهمامائة جلدة، فلمّا كذب الرسولان و ضربا،بعث عيسى (شمعون الصفا) رأس الحواريين علىأثرهما لينصرهما، فدخل شمعون البلدةمتنكّرا فجعل يعاشر حاشية الملك حتّىأنسوا به فرفعوا خبره إلى الملك فدعاه ورضي عشرته و أنس به و أكرمه، ثمّ قال له ذاتيوم: أيّها الملك بلغني أنّك حبست رجلين فيالسجن و ضربتهما حين دعواك إلى غير دينكفهل سمعت قولهما. قال الملك حال الغضب بينيو بين ذلك. قال: فإن رأى الملك دعاهما حتّىنتطلّع ما عندهما فدعاهما الملك.

فقال لهما شمعون: من أرسلكما إلى هاهنا.

قالا: اللّه الذي خلق كلّ شي‏ء لا شريك له.

قال: و ما آيتكما.

قالا: ما تتمنّاه.

فأمر الملك أن يأتوا بغلام مطموس العينينو موضع عينيه كالجبهة. فما زالا يدعوانحتّى انشق موضع البصر، فأخذا بندقتين منالطين فوضعاها في حديقتيه فصارتا مقلتينيبصر بهما، فتعجب الملك.

فقال شمعون للملك: أ رأيت لو سألت إلهكحتّى يصنع صنيعا مثل هذا فيكون لك و لإلهكشرفا؟ فقال الملك: ليس لي عنك سرّ، إنّ إلهناالذي نعبده لا يضرّ و لا ينفع.

ثمّ قال الملك للرسولين: إن قدر إلهكماعلى إحياء ميّت آمنّا به و بكما.

قالا: إلهنا قادر على كلّ شي‏ء.