امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 159
نمايش فراداده

فقال الملك: إنّ هاهنا ميّتا مات منذ سبعةأيّام لم ندفنه حتّى يرجع أبوه- و كانغائبا- فجاءوا بالميّت و قد تغيّر و أروح،فجعلا يدعوان ربّهما علانية، و جعل شمعونيدعو ربّه سرّا، فقام الميّت و قال لهم:إنّي قدمتّ منذ سبعة أيّام، و أدخلت فيسبعة أودية من النار و أنا احذّركم ممّاأنتم فيه، فآمنوا باللّه فتعجّب الملك.

فلمّا علم شمعون أنّ قوله أثّر في الملك،دعاه إلى اللّه فآمن و آمن من أهل مملكتهقوم و كفر آخرون.

و نقل «العياشي» في تفسيره مثل هذهالرواية عن الإمام الباقر و الصادق عليهماالسّلام مع بعض التفاوت «1».

و لكن بمطالعة الآيات السابقة، يبدو منالمستبعد أنّ أهل تلك المدينة كانوا قدآمنوا، لأنّ القرآن الكريم يقول: إِنْكانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذاهُمْ خامِدُونَ.

و يمكن أن يكون هناك اشتباه في الرواية منجهة الراوي.

و من الجدير بالملاحظة أيضا أنّ التعبيربـ «المرسلون» في الآيات أعلاه يدلّل علىأنّهما أنبياء مرسلون من اللّه تعالى،علاوة على أنّ القرآن الكريم يقول: بأنّأهالي تلك المدينة قالُوا ما أَنْتُمْإِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَ ما أَنْزَلَالرَّحْمنُ مِنْ شَيْ‏ءٍ، و مثل هذهالتعبيرات ترد في القرآن الكريم عادة فيمايخصّ الأنبياء، و إن كان قد قيل بأنّ رسلالأنبياء هم رسل اللّه، و لكن هذا التوجيهيبدو بعيدا.

2- ما نتعلّمه من هذه القصّة نتعلّم من القصّة التي عرضتها الآياتالسابقة أمورا عديدة منها:

الف- أنّ المؤمنين لا يستوحشون أبدا منسلوك طريق اللّه سبحانه و تعالى منفردينكما هو حال المؤمن «حبيب النجّار» الذي لمترهبه كثرة المشركين في مدينته.

1- مجمع البيان، المجلّد 4 (الجزء 8)- صفحة 419.