أَ لَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْناقَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْإِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (31) وَ إِنْكُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنامُحْضَرُونَ (32)
تتحدّث هاتان الآيتان- استنادا إلى ما مرّفي الآيات السابقة- عن الغفلة المستمرّةلمجموعة كبيرة من البشر في هذا العالم علىمرّ العصور و القرون، فتقول الآية: أَ لَمْيَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَالْقُرُونِ «1».
فهؤلاء الكفّار ليسوا بدعا من الأمر، فقدكان قبلهم أقوام آخرون تمرّدوا على الحقّمثلهم عاشوا في هذه الدنيا، و مصائرهمالأليمة التي ملأت صفحات التأريخ، والآثار المعبّرة التي بقيت في مدنهمالمدمّرة، كلّها شاخصة أمام العيان، فهليكفي ذلك المقدار لتحقّق العبرة والإعتبار؟ و لكن على من يعود ضمير الجمع في أَ لَمْيَرَوْا؟
1- الاستفهام في الآية أعلاه استفهامتقريري و «كم» خبرية، و هي هنا بمعنىالكثرة في محلّ مفعول به للفعل (يروا) و (منالقرون) توضيح لذلك. و «قرون» كما ذكرناسابقا تأتي بمعنى العصور و هي جمع (قرن)مائة سنة أو بمعنى (الجيل) الذي يعيش فيزمان معيّن.