امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 226
نمايش فراداده

و عليه فلا محلّ للإشكال الذي ظهر لبعضالمفسّرين نتيجة وجود «فاء التفريع»،فالمعنى تماما كما نقول لشخص: هذا البستانزرعناه و أعمرناه، استفد منه أنت، و هذامنتهى إظهار المحبّة و الإيثار.

4- جملة وَ ذَلَّلْناها لَهُمْ إشارة إلىمسألة في غاية الأهمية، و هي تذليل هذهالحيوانات للإنسان. فتلك الحيواناتالقوية و التي تنسى في بعض الأحيان ذلكالتذليل الإلهي، و تثور و تغضب و تعاندفتصبح خطرة إلى درجة أنّ عشرات الأشخاص لايمكنهم الوقوف أمامها. و في حالاتهاالاعتيادية فإنّ قافلة كاملة من الجماليقودها تارة صبي لم يبلغ الحلم، و يدفعهافي الطريق الذي يرتئيه! إنّه لأمر عجيبحقّا، فإنّ الإنسان غير قادر على خلقذبابة، و لا حتّى ترويضها و تذليلهالخدمته، أمّا اللّه القادر المنّان فإنّهخلق ملايين الملايين من الحيواناتالمختلفة، و ذلّلها للإنسان لتكون فيخدمته دوما.

5- جملة فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَ مِنْهايَأْكُلُونَ- مع الالتفات إلى أنّ (ركوبهم)صفة مشبّهة بمعنى (مركوبهم)- إشارة إلى أنّالإنسان ينتخب قسما منها للركوب و قسماآخر للتغذّي. و إن كان لحم أغلب الحيواناتالمشهورة حلال بنظر الإسلام، إلّا أنّالإنسان استفاد عمليّا من بعضها فقطللتغذية، فمثلا لحم الحمير لا يستفاد منهإلّا في الضرورة القصوى.

و من الواضح انّ ذلك إذا اعتبرنا «منها»في كلا الجملتين «للتبعيض الإفرادي»،أمّا لو اعتبرنا الاولى «للتبعيضالافرادي» و الثانية «للتبعيض الأجزائي»يكون معنى الآية (بعض الحيوانات تنتخبللركوب و ينتخب جزء من أجسامها للتغذية (إذأنّ العظام و أمثالها غير قابلة للأكل).

6- لَهُمْ فِيها مَنافِعُ إشارة إلى فوائدالحيوانات الكثيرة الاخرى التي تتحقّقللإنسان، و من جملتها الأصواف و الأوبارالتي تصنع منها مختلف الملابس و الخيم والفرش، و الجلود التي تصنع منها الحقائب والملابس و الأحذية و وسائل اخرى‏