امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 30
نمايش فراداده

الذي يصعد إلى اللّه سبحانه! (مكر): مع أنّهذه الكلمة لغويا بمعنى التفكّر في حلّالمشكل، و لكنّها جاءت في موارد كثيرةبمعنى التفكّر بالحلّ مع اقترانهابالإفساد، كما في هذه الآية.

(السيّئات): كلّ القبائح و المذمومات،أعمّ من القبائح الاعتقادية أو العملية، وما ذكره بعض المفسّرين من أنّ المعنى هوالمؤامرات التي قام بها المشركون لقتلرسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم أوإبعاده عن مكّة، فليس هو إلّا أحد مصاديقالكلمة دون مفهومها العامّ.

جملة «يبور» من مادّة «بوار» و «بوران» فيالأصل بمعنى الكساد المفرط، و لأنّ مثلهذا الكساد يكون سببا للهلاك، فقد استخدمتهذه الكلمة للتعبير عن الهلاك و الفناء، وكما قيل «كسد حتّى فسد».

ملاحظتان‏

‏ 1- العزّة جميعا من اللّه عزّ اسمه‏ ما هي حقيقة العزّة؟ هل هي سوى بلوغ مرحلةالمنعة؟ و إن كان كذلك فأين يجب البحث عنالعزّة؟ و أي شي‏ء يمكنه أن يعطي للإنسانالعزّة؟!.

يتّضح لنا بالتحليل أنّ حقيقة العزّةبالدرجة الأولى- قدرة تتجلّى في قلب و روحالإنسان، و تبعده عن الخضوع و التسليم والاستسلام أمام الطغاة و العصاة، قدرةبامتلاكها لا يخضع الإنسان للشهوات أبدا،و لن يجد الهوى و الهوس طريقا للتسلّطعليه.

قدرة ترتقي به إلى مستوى الصلابة أمامتأثير زخارف الدنيا.

فهل أنّ هذه القدرة لها منبع آخر غيرالايمان باللّه، أي الارتباط بالمنبعالأصلي للقدرة و العزّة؟