امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 313
نمايش فراداده

و مؤكّدة بأنواع التأكيدات إِنَّ هذالَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.

ما أعظم هذا الفوز الذي يغرق فيه الإنسانبنعمة الخلود و الحياة الأبدية، و تشملهالألطاف الإلهية؟ و ماذا يتصوّر أفضل وأعظم من ذلك؟ ثمّ يقول تبارك و تعالى في ختام البحثجملة واحدة قصيرة توقظ القلوب و تهزّالأعماق، لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِالْعامِلُونَ أي لمثل هذا فليعمل الناس، ومن أجل نيل هذه النعم فليسع الساعون.

بعض المفسّرون يحتملون في كون الآيةالأخيرة أنّها من كلام أصحاب الجنّة، وهذا الاحتمال مستبعد جدّا، لأنّ الإنسانفي ذلك اليوم غير مكلّف، و بعبارة اخرى لايوجد أي تكليف في ذلك اليوم حتّى يستنتج منالكلام أنّه تشجيع للآخرين، في الوقت الذييوضّح فيه ظاهر الآية إنّها استنتاجللآيات السابقة، و أنّها تدفع الناس إلىالإيمان و التوجّه إلى العمل، لذا كان منالمناسب أن يورد الباري عزّ و جلّ هذاالحديث في نهاية هذا البحث.

بحوث‏

‏ 1- الرابطة بين أهل الجنّة و أهل النار يستشف من الآيات المذكورة أعلاه، وجودنوع من الرابطة بين أهل الجنّة و أهلالنار، فكأنّ أهل الجنّة- الذين هم فيمرتبة عليا- يرون أهل النار- الذين هم فيالأسفل- [و قد استفيد هنا من عبارة (فاطّلع)و التي تعني الإشراف من الأعلى علىالأسفل‏].

و بالطبع فإنّ هذا ليس بدليل على كونالفاصل الموجود بين الجنّة و النار قليلا،فلربّما يمنحون قوّة نظر خارقة تغدوأمامها قضيّة المكان و الفاصل معدومة.