امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 315
نمايش فراداده

البلاء من كلّ جانب «1».

لكن سياق آيات بحثنا هذا يختلف مع ما هيعليه آيات سورة الكهف، و يبيّن وجود فارقبين الحادثتين.

و يرى البعض الآخر: إنّها تخصّ شخصينشريكين أو صديقين كانا يمتلكان ثروةكبيرة، أحدهما كان ينفق بسخاء في سبيلاللّه، أمّا الثاني الذي كان لا يؤمنبشي‏ء- فقد امتنع عن الإنفاق، و بعد مدّةمن الزمن أصيب المنفق بفاقة مالية، وتعرّض لاستهزاء صديقه، و الذي قال له بلغةالسخرية، أَ إِنَّكَ لَمِنَالْمُصَدِّقِينَ «2».

فإن كانت أسباب النّزول تخصّ هذهالحادثة، إذا علينا قراءة كلمة (مصدّقين)بتشديد (الصاد) و التي تعني هنا دفع الصدقةو الإنفاق.

في حين أنّ المشهور بين القرّاء قراءةكلمة (مصدّقين) بدون تشديد (الصاد) و علىهذا فإنّ سبب النّزول الآنف الذكر لايتلاءم و القراءة المشهورة.

3- لنيل مثل هذه النعم علينا المثابرة هل من الصحيح أن يصرف الإنسان رأس مالعمره و القابليات الاخرى و العطاياالإلهية في موارد هي كالفقاعات التي لاتدوم سوى لحظات فوق الماء؟ متاع بخس غير دائم، متاع ملي‏ء بالآفات والمشاكل!!.

أو يستثمر هذه القوى العظيمة في مجاليؤدّي إلى حياة خالدة و نعم دائمة، و مرضاةاللّه سبحانه و تعالى؟ فما أجمل التعبير الذي صاغته الآياتالقرآنية المذكورة أعلاه، عند ما دعتالمؤمنين إلى هذا الهدف، أي نيل الجنانالمملوءة بالملذّات الروحية و الجسمية-

1- تفسير فخر الرازي، المجلّد 26،

2- روح المعاني، المجلّد 23،