هنا يستشف أنّ بعض الروايات الإسلاميةغير المعروفة و التي تؤكّد على أنّ إسحاقهو (ذبيح اللّه) متأثّرة ببعض الرواياتالإسرائيلية، و يحتمل أنّ اليهود و ضعوها،و ذلك لأنّهم من ذريّة (إسحاق)، و قد حاولوانسب هذا الفخر لهم، حتّى و لو كان عن طريقتزييف الوقائع و الحقائق، و سلبه منالمسلمين الذين كان نبيّهم نبي الرحمة أحدأحفاد إسماعيل.
على أيّة حال، فإنّ ظواهر آيات القرآنالكريم هي أقوى دليل لنا، إذ توضّح بصورةكافية، أنّ الذبيح هو إسماعيل، رغم أنّهلا فرق بالنسبة لنا إن كان الذبيح إسماعيلأو إسحاق، فالإثنان هما أبناء إبراهيمعليه السّلام، و كلاهما من أنبياء اللّهالعظام، و لكن الهدف هو توضيح هذه الحادثةالتاريخية.
من الأسئلة المهمّة الاخرى التي تطرحنفسها في هذا البحث، و التي تثير التساؤلفي أوساط المفسّرين، هي: هل أنّ إبراهيمكان حقّا مكلّفا بذبح ابنه أم أنّه كانمكلّفا بتنفيذ مقدّمات الذبح؟ فإن كان مكلّفا بالذبح، فكيف ينسخ هذاالحكم الإلهي قبل تنفيذ عمليّة الذبح، فيحين أنّ النسخ قبل العمل غير جائز، و هذاالمعنى ثابت في علم (اصول الفقه).
و إن كان مكلّفا بتنفيذ مقدّمات عمليةالذبح، فهذا لا يعتبر فخرا له. و ما قيل منأنّ أهميّة المسألة نشأت من أنّ إبراهيمبعد تنفيذه لهذا الأمر و تهيئة مقدّماتهكان ينتظر نزول أمر بشأن الذبح و كان هذاهو الامتحان الكبير له- فهو كلام غير جديربالردّ.
باعتقادنا، أنّ التقوّلات هذه ناشئة عنعدم التفريق بين الأوامر الامتحانية و غيرالامتحانية، فالأمر الصادر إلى إبراهيمهو أمر امتحاني، و كما هو معروف فإنّالأوامر الامتحانية لا تتعلّق فيهاالإرادة الحقيقيّة بطبيعة العمل، و إنّماالهدف