و قيل أيضا: إنّ القرائن المختلفة التيكانت في هذا المنام، و منها تكراره ثلاثليال متتالية، أوجد عنده علما و يقينابأنّ ما شاهده في المنام هو تكليف إلهي وليس أمرا آخر.
على أيّة حال، يمكن أن تكون كلّ هذهالتفاسير صحيحة، و لا يوجد تناقض بينها،كما أنّها لا تتعارض و ظواهر آيات القرآنالكريم.
لأنّ إمتحان إبراهيم كان من أكبرالامتحانات على طول التاريخ، إذ كان الهدفمنه إخلاء قلبه في أيّ حبّ لغير اللّه، وجعله متنوّرا- فقط- بعشق و حبّ اللّه، فقدعمد الشيطان- كما جاء في بعض الروايات- إلىتكريس كلّ طاقاته لعمل شيء ما يحول دونخروج إبراهيم منتصرا من الامتحان.
فأحيانا كان يذهب إلى زوجته (هاجر) و يقوللها: أ تعلمين بماذا يفكّر إبراهيم؟ إنّهيفكّر بذبح ولده إسماعيل اليوم! فكانتتجيبه هاجر: اذهب و لا تتحدّث بأمر محال،فإنّه أرحم من أن يقتل ولده، فهل يمكنالعثور في هذه الدنيا على إنسان يذبح ولدهبيده؟ الشيطان هنا يواصل وساوسه، و يقول: إنّهيزعم بأنّ اللّه أمره بذلك.
فتجيبه هاجر: إذا كان اللّه قد أمره بذلكفعليه أن يطيع أوامر اللّه، و ليس هناكطريق آخر سوى الرضى و التسليم لأمر اللّه.
و أحيانا كان يذهب صوب (الولد) ليوسوس فيقلبه، لكنّه فشل أيضا إذ لم يحصل على أيّةنتيجة لأنّ إسماعيل كان كلّه قطعة منالرضى و التسليم لذلك الأمر.
و أخيرا اتّجه نحو الأب، و قال له: ياإبراهيم إنّ المنام الذي رأيته هو منامشيطاني! لا تطع الشيطان!