امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 400
نمايش فراداده

و انتخاب شخص «عالم» قائدا لهم.

د- هذه الحادثة تبيّن أنّ الإيمان باللّهو التوبة من الذنوب علاوة على أنّهاتتسبّب في نزول الآثار و البركاتالمعنوية، فهي توجد النعم و الهباتالدنيوية و تجعلها في إختيار الإنسان، وتوجد حالة من العمران و البناء، و تطيلالأعمار، و نظير هذا المعنى ورد أيضا فيقصّة نوح عليه السّلام و الذي سنقرأ شرحهبعون اللّه في تفسير سورة نوح.

هـ- أخيرا فإنّ مجريات هذه القصّة تستعرضقدرة الباري عزّ و جلّ العظيمة التي لا يقفأمامها شي‏ء و لا يصعب عليها شي‏ء، إلىدرجة تستطيع حفظ حياة إنسان في فم و جوفحيوان كبير وحشي، و إخراجه سالما من هناك،هذا الأمر يبيّن أنّ كلّ ما هو موجود فيهذا الكون هو أداة بيده تعالى و مسخّرلأوامره.

4- الجواب على سؤال:

هنا يطرح هذا السؤال: عند بيان قصصالأقوام الاخرى في القرآن المجيد، نلاحظأنّه عند نزول العذاب عليهم (عذابالاستئصال الذي كان ينال كلّ الأقوامالطاغية و المتجبّرة) لا تكون التوبةمقبولة و الإنابة مؤثّرة، فكيف استثني قوميونس من هذا الأمر؟ هناك إجابتان على هذا السؤال:

الأولى: هي أنّ العذاب لم يكن قد نزل بهم،لأنّهم بمجرّد أن شاهدوا دلائل بسيطة تنذربالعذاب، استغلّوا هذه الفرصة و آمنواباللّه و تابوا إليه قبل حلول البلاء.

الثانية: أنّ عذابهم لم يكن لإهلاكهم، وإنّما كان بمثابة تنبيه و تأديب لهم قبلنزول العذاب المهلك، و هو الأسلوب الذيكان يتّبع مع الأقوام السابقة، أي تظهرلهم بعض دلائل العذاب كآخر فرصة لهم، فإنآمنوا كفّ اللّه عنهم العذاب، و إن بقواعلى طغيانهم أنزل اللّه العذاب عليهمليهلكهم عن آخرهم، كما عذّب قوم فرعونبمختلف أنواع العذاب قبل أن يغرقهم اللّهفي البحر.