فقال أبو جهل: نعم و ما هذه الكلمة؟ قال: «تقولون: لا إله إلّا اللّه».
و ما إن سمعوا هذه الكلمات حتّى وضعواأصابعهم في آذانهم و خرجوا و هم يقولون: ماسمعنا بهذا في الملّة الآخرة إنّ هذا إلّااختلاق، فأنزل اللّه في قولهم:
ص وَ الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ- إلى قوله-إِلَّا اخْتِلاقٌ «1».
مرّة اخرى تمرّ علينا سورة تبدأ آياتهاالاولى بحروف مقطّعة و هو حرف ص و يطرح نفسالسؤال السابق بشأن تفسير هذه الحروفالمقطّعة: هل هذه إشارة إلى عظمة القرآنالمجيد الذي يتألّف من مثل هذه الحروفالمتيسّرة في متناول الجميع كالحروفالهجائية، و الذي غيّرت محتوياته مجرىحياة الإنسانية في هذا العالم ...
و أنّ قدرة اللّه العظمية هي التي أوجدتمن هذه الحروف البسيطة تركيبا رائعا عظيماهو القرآن المجيد كلام اللّه، أم أنّهاإشارة إلى رموز و أسرار بين اللّه سبحانه وتعالى و أنبيائه ..
أمّ أنّها تعني أمورا أخرى؟ مجموعة من المفسّرين اعتبرت هنا حرف (ص)رمزا يشير إلى أحد أسماء اللّه، و ذلك لأنّالكثير من أسمائه تبدأ بحرف الصاد مثل(صادق)، (صمد)، (صانع) أو أنّه إشارة إلى (صدقاللّه) التي اختصرت بحرف واحد.
و لا بدّ أنّكم طالعتم تفسير هذه الحروفالمقطّعة بصورة مفصّلة في تفسير بداياتآيات سور (البقرة) و (آل عمران) و (الأعراف).
1- اصول الكافي نقلا عن نور الثقلين،المجلّد 4،