امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 434
نمايش فراداده

في يميني و القمر في يساري ما تركته، و لكنكلمة يعطوني يملكون بها العرب و تدين بهاالعجم و يكونون ملوكا في الجنّة».

فقال لهم أبو طالب ذلك، فقالوا: نعم و عشرةكلمات بدلا من واحدة، أي كلمة تقصد أنت؟ فقال لهم رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم: «تشهدون أن لا إله إلّا اللّه وأنّي رسول اللّه».

تضايقوا كثيرا عند سماعهم هذا الجواب، وقالوا: ندع ثلاث مائة و ستّين إلها و نعبدإلها واحدا؟ إنّه لأمر عجيب؟ نعبد إلهاواحدا لا يمكن مشاهدته و رؤيته.

و هنا نزلت هذه الآيات المباركة بل وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌمِنْهُمْ وَ قالَ الْكافِرُونَ هذاساحِرٌ كَذَّابٌ ... إِنْ هذا إِلَّااخْتِلاقٌ «1».

هذا المعنى‏ ورد أيضا في تفسير مجمع البيان مع اختلافبسيط، إذ ذكر صاحب تفسير مجمع البيان فيآخر الرواية أنّ رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم استعبر بعد أن سمع جوابزعماء قريش و قال: «يا عمّ و اللّه لو وضعتالشمس في يميني و القمر في شمالي ما تركتهذا القول حتّى أنفذه أو اقتل دونه» فقال له أبو طالب: امض لأمرك، فو اللّه لاأخذلك أبدا «2».

التفسير

هل يمكن قبول إله واحد بدلا من كلّ تلكالآلهة؟ المغرورون و المتكبّرون لا يعترفون بأمرلا يلائم أفكارهم المحدودة و الناقصة، إذيعتبرون أفكارهم المحدودة و الناقصةمقياسا لكلّ القيم. لذا فعند ما رفع رسولاللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم لواءالتوحيد في مكّة، و أعلن الانتفاضة ضدّالأصنام الكبيرة

1- تفسير علي بن إبراهيم، نقلا عن تفسيرنور الثقلين، المجلّد 4،

2- مجمع البيان، المجلّد 8،