تائبا إلى اللّه العزيز الحكيمفَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَ خَرَّ راكِعاًوَ أَنابَ.
«خرّ» مشتقّة من (خرير) و تعني سقوط شيءمن علو و يسمع منه الصوت مثل صوت الشلالات،كما أنّها كناية عن السجود، حيث أنّالأفراد الساجدين يهوون من حالة الوقوفإلى السجود و يقترن ذلك بالتسبيح.
كلمة (راكعا) التي وردت في هذه الآية، إمّاأنّها تعني السجود كما جاءت في اللغة، أولكون الركوع مقدّمة للسجود.
على أيّة حال، فاللّه سبحانه و تعالى شملعبده داود بلطفه و عفا عن زلّته من حيث تركالعمل بالأولى، كما توضّحه الآية التاليةفَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ. و إنّ له منزلةرفيعة عند اللّه وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنالَزُلْفى وَ حُسْنَ مَآبٍ.
«زلفى» تعني المنزلة (و القرب عند اللّه) و(حسن مآب) إشارة إلى الجنّة و نعم الآخرة.
1- ما هي حقيقة وقائع قصّة داود؟ الذي وضّحه القرآن المجيد في هذا الشأن لايتعدّى أنّ شخصين تسوّرا جدران محراب داودعليه السّلام ليحتكما عنده، و أنّه فزععند رؤيتهما، ثمّ استمع إلى أقوال المشتكيالذي قال: إنّ لأخيه (99) نعجة و له نعجةواحدة، و إنّ أخاه طلب منه ضمّ هذه النعجةإلى بقيّة نعاجه، فأعطى داود عليه السّلامالحقّ للمشتكي، و اعتبر طلب الأخ ذلك منأخيه ظلما و طغيانا، ثمّ ندم على حكمه هذا،و طلب من اللّه سبحانه و تعالى أن يعفو عنهو يغفر له، فعفا اللّه عنه و غفر له.
و هنا تبرز مسألتان دقيقتان أيضا: الاولىمسألة الامتحان، و الثانية مسألةالاستغفار.